باستثمارات 10.5 مليار جنيه.. مصر تضع حجر أساس أكبر مجمع متكامل للطاقة الشمسية
في خطوة جديدة تعكس تسارع الدولة المصرية نحو توطين صناعات المستقبل، شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مراسم وضع حجر أساس المجمع الصناعي المتكامل للخلايا والألواح الشمسية ونظم تخزين الطاقة «أتوم سولار – ATUM Solar»، بمنطقة تيدا الصناعية المتكاملة بالسخنة، باستثمارات تصل إلى 220 مليون دولار، ما يعادل نحو 10.5 مليار جنيه.
ويُعد المشروع واحدًا من أكبر مشروعات تصنيع مكونات الطاقة الشمسية في مصر والمنطقة، حيث يقام على مساحة إجمالية تبلغ 200 ألف متر مربع، بالشراكة بين تحالف استثماري يضم شركات تمثل أربع دول، هي: شركة JA Solar الصينية كمستثمر تقني، وشركة AH المصرية للإدارة الصناعية، وشركة Global South Utilities الإماراتية، وشركة Infinity Capital البحرينية.
مجمع صناعي بطاقة جيجاواتية وفرص عمل مباشرة
ويتكون مجمع «أتوم سولار» من ثلاثة مصانع رئيسية، تشمل مصنعًا لإنتاج الخلايا الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، ومصنعًا لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، إلى جانب مصنع لأنظمة تخزين الطاقة بطاقة 1 جيجاوات/ساعة. ويوفر المشروع نحو 850 فرصة عمل مباشرة، مع خطط للتوسع التدريجي ورفع نسب التشغيل المحلية.
ويستهدف المشروع تصدير كامل إنتاج مصنع الخلايا الشمسية إلى الأسواق العالمية، في حين يوجه إنتاج مصنع أنظمة التخزين لتلبية احتياجات السوق المحلية وعدد من الأسواق الإقليمية، بما يعزز من مكانة مصر كمركز صناعي وتصديري للطاقة المتجددة.
تعميق المكون المحلي ودعم الصناعة الوطنية
ويركز المشروع على تعميق التصنيع المحلي، حيث من المخطط رفع نسب المكون المحلي تدريجيًا، من خلال الاعتماد على الألومنيوم والزجاج المنتجين محليًا كمدخلات أساسية في العملية الإنتاجية، وهو ما يسهم في دعم الصناعة الوطنية وتقليل فاتورة الاستيراد.
وأكد الفريق مهندس كامل الوزير، خلال الفعالية، أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بتوطين الصناعة وتعميق المكون المحلي، خاصة في قطاعات الصناعات المستقبلية، وعلى رأسها الطاقة الجديدة والمتجددة. وأوضح أن رؤية مصر 2030، والسردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، تستهدفان تحويل مصر إلى مركز عالمي لإنتاج وتداول الطاقة الخضراء، في ظل ما تمتلكه من مقومات تنافسية، تشمل الموقع الجغرافي الفريد، وشبكات الربط الكهربائي الإقليمي والدولي، والطلب العالمي المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة.
وشدد الوزير على أن مشروعات البنية التحتية التي نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية لعبت دورًا محوريًا في تهيئة مناخ الاستثمار الصناعي، وتعزيز قدرة مصر على جذب الاستثمارات الكبرى في القطاعات الاستراتيجية.
اقتصادية قناة السويس.. منصة لتوطين سلاسل القيمة الخضراء
من جانبه، أكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن مشروع «أتوم سولار» يمثل إضافة نوعية لجهود الهيئة في توطين صناعات الطاقة الخضراء، وتحقيق التكامل الكامل لسلاسل القيمة، بدءًا من الخلايا والألواح الشمسية وصولًا إلى نظم التخزين.
وأوضح أن اقتصادية قناة السويس تسعى للتحول إلى نموذج متكامل للاقتصاد الأخضر، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة البيئية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن الهيئة منفتحة على الشراكة مع الاستثمارات العالمية، اعتمادًا على ما تتمتع به من مزايا تنافسية، تشمل النفاذ إلى الأسواق الدولية عبر اتفاقيات التجارة الحرة، وتكامل المناطق الصناعية مع الموانئ البحرية، وتوافر العمالة الفنية المدربة.
ويعكس المشروع ثقة المستثمرين الدوليين في مناخ الاستثمار المصري، ويؤكد قدرة الدولة على جذب مشروعات صناعية كبرى في مجالات التكنولوجيا النظيفة، بما يدعم أهداف التحول الطاقي ويعزز تنافسية الاقتصاد الوطني على المستويين الإقليمي والعالمي.