القطار السريع والربط الكهربائي.. مصر والبنك الإسلامي للتنمية يعززان شراكتهما بـ26 مليار دولار

رانيا المشاط، وزيرة
رانيا المشاط، وزيرة التخطيط

في إطار تنفيذ توجيهات الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالمتابعة المستمرة لتطور تنفيذ الشراكات الدولية، استقبلت الوزارة خلال شهر ديسمبر الجاري بعثة فنية من البنك الإسلامي للتنمية، لمتابعة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات التنموية الكبرى الممولة من البنك داخل جمهورية مصر العربية، والوقوف على معدلات الإنجاز والتحديات التنفيذية، بما يضمن تعظيم الاستفادة من التمويلات التنموية وتسريع وتيرة التنفيذ.

 

وتأتي هذه الزيارة في ظل الدور المحوري الذي تضطلع به وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في إدارة علاقات التعاون الدولي، وتعظيم الاستفادة من التمويلات الميسرة لدعم أولويات الدولة الاستراتيجية، خاصة في مجالات البنية التحتية، والتنمية الحضرية، والنقل المستدام، والطاقة، إلى جانب تطبيق أفضل الممارسات الدولية في إدارة ومتابعة التعاون الإنمائي، وتعزيز الحوكمة والشفافية، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد التمويلية بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات العامة وتنافسية الاقتصاد المصري.

 

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط تقدير جمهورية مصر العربية للشراكة الاستراتيجية مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مشيرة إلى أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية لدعم جهود الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وزيادة التمويلات الموجهة للقطاع الخاص من خلال آليات تمويلية متنوعة ومبتكرة. وأوضحت الوزيرة أن الدولة المصرية تتطلع إلى توسيع نطاق التعاون مع البنك ليصبح أكثر شمولًا، استنادًا إلى العلاقات التاريخية والمحورية بين الجانبين، بما يسهم في دفع جهود التنمية الاقتصادية، وتعزيز الأمن الغذائي، وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري.

 

وانطلقت أعمال الزيارة من خلال برنامج مكثف نظمته الوزارة بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، شمل وزارة التنمية المحلية، ومحافظة جنوب سيناء، ووزارة النقل، والهيئة القومية للأنفاق، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، حيث تضمنت الزيارة اجتماعات فنية متخصصة وزيارات ميدانية لعدد من المشروعات الجاري تنفيذها.

 

وفي هذا الإطار، استعرضت البعثة الموقف التنفيذي للمخطط الاستراتيجي لمدينة دهب، ومناقشة المخرجات الأولية لتحديد التدخلات التنموية ذات الأولوية، والتي تستهدف تحسين جودة الحياة والخدمات، ودعم الابتكار الحضري، وجذب الاستثمارات المستدامة. وتم الاتفاق على حزمة من التدخلات التي سيتم دعمها من خلال المساعدات الفنية المقدمة من البنك، إلى جانب العمل على إنشاء منصة استثمارية لمدينة دهب تضم الفرص الاستثمارية ذات الأولوية، واستكمال خطة بناء القدرات للعاملين بمحافظة جنوب سيناء.

 

كما شملت الزيارة متابعة المرحلة الأولى من مشروع القطار الكهربائي السريع، حيث قامت البعثة بزيارة ميدانية لمحطة سفنكس، وعقدت اجتماعًا مع ممثلي وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق لاستعراض الموقف التنفيذي للمشروع، الذي يعد أحد أهم مشروعات النقل المستدام في مصر، ويمتد بطول 675 كيلومترًا من العين السخنة إلى العلمين الجديدة ثم مرسى مطروح، ويسهم في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير منظومة نقل حديثة وصديقة للبيئة.

 

واختتمت البعثة أعمالها بعقد اجتماع فني لمتابعة مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، الذي يُعد من المشروعات الاستراتيجية لتعزيز أمن الطاقة في البلدين، حيث تم استعراض معدلات الإنجاز في محطات التحويل الممولة من البنك الإسلامي للتنمية، والتي وصلت إلى نحو 88.5%، كما شملت الزيارة تفقد محطة تحويل بدر للوقوف على الأعمال المنفذة على أرض الواقع.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الشراكة بين جمهورية مصر العربية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية تُعد من أقدم وأهم الشراكات التنموية، حيث بلغت محفظة التعاون منذ عام 1974 نحو 26.1 مليار دولار أمريكي، ساهمت في تمويل مئات المشروعات التنموية في قطاعات حيوية، من بينها الطاقة، والنقل، والزراعة، والصحة، والتعليم، بما يعكس عمق الشراكة وأثرها المباشر في دعم مسيرة التنمية في مصر.

تم نسخ الرابط