كرة القدم تتصدر.. كيف يدفع الذكاء الاصطناعي والرقمنة نمو المراهنات يالشرق الأوسط وأفريقيا؟
تتفق بيوت الخبرة الدولية ومؤسسات الأبحاث المتخصصة في أسواق الترفيه الرقمي على أن سوق المراهنات العالمي يقف على أعتاب مرحلة توسع غير مسبوقة خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بتطورات تكنولوجية متسارعة وتغيرات واضحة في سلوك المستهلكين.
وتشير هذه التقديرات إلى أن حجم السوق مرشح للارتفاع من نحو 111.2 مليار دولار في عام 2025 إلى ما يقرب من 187.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعكس معدل نمو قوي يؤكد جاذبية القطاع للمستثمرين وشركات التكنولوجيا المالية.
وبحسب بيوت الخبرة، فإن المراهنات الرياضية ستظل المحرك الرئيسي لهذا النمو، خاصة في القارة الأوروبية التي تستحوذ وحدها على نحو 40% من إجمالي حجم المراهنات الرياضية عالميًا. ويعزى هذا التفوق الأوروبي إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، من بينها الانتشار التاريخي للرياضة، وتحديدًا كرة القدم، إضافة إلى وجود أطر تنظيمية وتشريعية واضحة في العديد من الدول، ما ساهم في دمج المراهنات ضمن الاقتصاد الرسمي وتقليص حجم السوق غير المنظمة.
وتؤكد التقارير أن كرة القدم تواصل تصدرها لقائمة الرياضات الأكثر جذبًا للمراهنات، حيث تستحوذ على نحو 25% من إجمالي المراهنات الرياضية حول العالم.
وترى بيوت الخبرة أن هذا الثقل يعود إلى الطبيعة العالمية للعبة، وتعدد المسابقات والدوريات الإقليمية والقارية، فضلًا عن البطولات الكبرى التي تحظى بمتابعة جماهيرية هائلة، ما يخلق تدفقات مالية مستمرة على مدار العام.
وتشير بيوت الخبرة إلى أن الشرق الأوسط وأفريقيا يمثلان أحد أهم محركات النمو المستقبلية في سوق المراهنات. فخلال السنوات الأخيرة، شهدت هذه المنطقة تناميًا لافتًا في حجم العمليات، مدفوعًا بالانتشار الواسع للهواتف الذكية، وتحسن البنية التحتية الرقمية، وزيادة الاعتماد على خدمات الإنترنت، كما أسهم التحول الرقمي في تقليص الحواجز التقليدية أمام دخول المستخدمين، ما أتاح الوصول إلى منصات المراهنات العالمية بسهولة أكبر من أي وقت مضى.
وتلفت بيوت الخبرة الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا محوريًا في إعادة تشكيل هذا السوق، إذ تعتمد شركات المراهنات بشكل متزايد على تقنيات تحليل البيانات الضخمة، وخوارزميات التنبؤ، والتعلم الآلي، من أجل تحسين دقة التوقعات، وإدارة المخاطر، وتقديم عروض مخصصة للمستخدمين، كما يساعد الذكاء الاصطناعي في رصد أنماط السلوك غير الطبيعي، والحد من عمليات الاحتيال، ما يعزز استدامة السوق على المدى الطويل.
وعلى صعيد وسائل الدفع، تشير بيوت الخبرة إلى أن العملات الرقمية بدأت تفرض حضورها تدريجيًا داخل سوق المراهنات، حيث تمثل حاليًا نحو 4% من إجمالي عمليات المراهنة عالميًا، ورغم محدودية هذه النسبة، فإنها تعكس اتجاهًا متناميًا نحو الاعتماد على حلول دفع بديلة، خاصة في الأسواق الناشئة، نظرًا لما توفره العملات الرقمية من سرعة في المعاملات، وانخفاض التكاليف، وإمكانية تنفيذ عمليات عابرة للحدود دون تعقيدات مصرفية.
وتخلص بيوت الخبرة إلى أن السنوات الخمس المقبلة ستكون حاسمة في رسم خريطة سوق المراهنات العالمي، مع استمرار أوروبا في الصدارة، وصعود واضح لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، وتزايد دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وفي ضوء هذه المعطيات فإن الوصول إلى 187.5 مليار دولار بحلول 2030 لم يعد مجرد سيناريو متفائل، بل مسارًا مرجحًا تدعمه مؤشرات النمو الحالية والتحولات الهيكلية العميقة داخل هذا القطاع.
