هل أصبحت الأسهم الصغيرة والمتوسطة المحرك الرئيسي لصعود البورصة المصرية؟

البورصة المصرية
البورصة المصرية

واصلت البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة أداءها الإيجابي، مدعومة بزخم قوي في شريحة الأسهم الصغيرة والمتوسطة، التي أصبحت المحرك الرئيسي لحركة السوق، في ظل تحسن واضح في المؤشرات الاقتصادية الكلية واستقرار سعر الصرف، ما أعاد شهية المخاطرة لدى المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.

سر ارتفاع البورصة المصرية 

وفي هذا السياق، قال محمد عطا، خبير أسواق المال، إن التفوق اللافت للمؤشر السبعيني لم يأتِ من فراغ، بل يعكس توسعًا حقيقيًا في قاعدة المستثمرين، موضحًا أن السوق ضم نحو 371 ألف مستثمر جديد منذ بداية العام، وهو رقم غير مسبوق يعكس عودة الثقة تدريجيًا إلى سوق المال.

وأضاف أن هذه الزيادة ساهمت في رفع معدلات السيولة وتحسين عمق السوق، خاصة في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأوضح عطا أن الأداء القوي لهذه الشريحة يُعد بمثابة تعويض طبيعي عن سنوات من التأخر النسبي مقارنة بالأسهم القيادية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة تمتلك أساسيات مالية جيدة وفرص نمو حقيقية، لكنها لم تحظَ سابقًا بالاهتمام الكافي من المستثمرين. ومع تحسن البيئة الاستثمارية، بدأت هذه الأسهم في جذب السيولة وتحقيق معدلات صعود قوية.

وأكد أن استقرار سعر الصرف خلال الشهور الماضية، إلى جانب تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل تراجع معدلات التضخم وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، شكل عامل دعم رئيسيًا للسوق، وساهم في جذب المؤسسات الأجنبية التي عادت تدريجيًا لبناء مراكز استثمارية في الأسهم المصرية، خاصة مع جاذبية التقييمات مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى.

وأشار إلى أن السوق المصرية لا تزال تزخر بفرص استثمارية قوية، سواء على مستوى الأسهم القيادية أو الصغيرة والمتوسطة، لافتًا إلى أن الزخم الحالي مرشح للاستمرار خلال العام المقبل، في ظل توقعات بمزيد من التحسن في مناخ الاستثمار وتراجع تكاليف التمويل تدريجيًا.

زيادة معدلات التعامل اليومي 

وفيما يتعلق بالسيولة وأحجام التداول، توقع عطا أن تسهم زيادة ساعات التداول المقررة خلال الربع الأول من العام المقبل في رفع معدلات التعاملات اليومية، خاصة مع حالة الرواج والنشاط التي تشهدها السوق حاليًا. وأوضح أن تمديد جلسات التداول يمنح المستثمرين والمؤسسات مرونة أكبر في تنفيذ استراتيجياتهم، ويزيد من كفاءة التسعير وعدالة السوق.

وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب من المستثمرين التركيز على التحليل الأساسي واختيار الأسهم ذات الملاءة المالية والنمو المستدام، مشيرًا إلى أن السوق تمر بمرحلة نضج نسبي، تتيح فرصًا حقيقية لتحقيق عوائد مجزية على المدى المتوسط والطويل، في حال حسن إدارة المخاطر والاستثمار الواعي.

تم نسخ الرابط