البورصة المصرية في 2026.. قوة فنية تتحدى التقلبات وتدعم التفاؤل الاستثماري
تدخل البورصة المصرية العام الجديد محملة بزخم إيجابي قوي، في ظل تحسن واضح في المعنويات الاستثمارية، وارتفاع شهية المخاطرة لدى المتعاملين، وتنامي دور السيولة سواء القادمة من المؤسسات أو من المستثمرين الأفراد، ويأتي هذا النشاط في توقيت حساس تتشابك فيه العوامل الفنية مع التوقعات الاقتصادية، لتشكّل صورة سوق أكثر نضجًا في إدارة موجاته، وأكثر قدرة على استيعاب عمليات جني الأرباح دون الخروج من الاتجاه الصاعد العام.
توقعات المؤشرات
وعلى مستوى التحليل الفني، قال ماجد فتوح، خبير أسواق المال: "الأسواق المصرية تشهد انتعاشًا كبيرًا خلال المرحلة الحالية، حيث إن مؤشر إيجي إكس 30 حقق انتعاشة قوية بفضل أداء الشركات الكبرى، وتداولات المؤسسات الأجنبية، ويقف أمام مقاومة عند 42 ألف نقطة، وفي حال كسر مستوى 42,500 إلى 42,550 نقطة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، أنه من الممكن أن يصل إيجي إكس 30 إلى مراحل أكبر خلال الفترات المقبلة، بينما مازال السوق يتحرك عرضيًا على المدى القصير والمتوسط، إلا أننا لم نخرج من الاتجاه الصاعد.
ويعكس مؤشر إيجي إكس 30 في الوقت الحالي تحركًا مدعومًا بأسهم الشركات القيادية، مع استمرار تدفق السيولة المؤسسية الأجنبية التي لعبت دورًا جوهريًا في دعم مستويات الطلب، وإعادة اختبار قمم فنية سابقة، وتُعد منطقة 42 ألف نقطة حاجزًا فنيًا محوريًا أمام المؤشر، يحمل أبعادًا نفسية إلى جانب أهميته التقنية، ما يجعل تجاوزه عاملًا محفّزًا لاستمرار الصعود، بشرط الحفاظ على الثبات أعلاه دون ارتدادات حادة.
أما مؤشر إيجي إكس 70، فقد واصل تفوقه النسبي، مستفيدًا من النشاط الكثيف للمستثمرين الأفراد، ليصبح الأفضل أداءً خلال الفترة الحالية مقارنة بالمؤشر الرئيسي، وطبقًا للرؤية الفنية، يتواجد المؤشر أمام مقاومة قوية بين 13,000 و13,100 نقطة، بينما تمثل مناطق 12,400 و12,100 نقطة مستويات دعم أساسية، يُتوقع أن تستمر في لعب دور الصمّام الفني الذي يحافظ على المسار، حتى في حال ظهور موجات ضغط قصيرة الأجل.
الأفضل أداءً
وأضاف فتوح في السياق ذاته: "إيجي إكس 70 هو الأفضل أداءً مقارنة بإيجي إكس 30 في المرحلة الحالية، حيث حقق قممًا تاريخية، وهناك العديد من الأسهم داخل المؤشر مرشحة للصعود بقوة، كما أن توقعات الأداء في الربع الأول من 2026 إيجابية للغاية، واحتمالات الصعود كبيرة إذا حافظ المؤشر على دعومه ولم يتم كسرها."
ويُعد وصف الحركة العرضية على المدى القصير أمرًا طبيعيًا في الأسواق التي تمر بموجات صعود ممتدة، إذ تميل المؤشرات إلى التحرك الجانبي بهدف بناء مراكز سعرية جديدة، وخلق أرضية توازن بين العرض والطلب، قبل استكمال المسار نحو مستويات أعلى.
ويأتي هذا في وقت تستفيد فيه السوق من تحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد، وتنامي التوقعات الاستثمارية المرتبطة بدورات التيسير النقدي، وتنامي السيولة المحلية.
ويحمل السوق المصرية خلال الربع من 2026 فرصًا فنية واستثمارية مهمة، مع استمرار قوة الاتجاه المتوسط، واحتفاظ مؤشر الأسهم المتوسطة إيجي إكس 70 بدور القيادة بدعم الأفراد، مقابل ارتباط إيجي إكس 30 بمسار المؤسسات واختراق مقاوماته الفنية الرئيسية.
