رئيس مجلس الإدارة
مدحت بركات
رئيس التحرير
محمد الشواف
ads

كيف تواجه مصر التغيرات المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر؟

الجمعة 14/ديسمبر/2018 - 12:43 م
ads
الإستدامة والتمويل | sustainability and funding
خاص الاستدامة والتمويل
طباعة
ads




أجمع الخبراء والمتخصصون أن غرق الدلتا هو بالفعل كابوس مفزع سيتحول إلى كارثة مدوية إذا لم تنتبه الأجهزة المعنية لتلك الظاهرة الخطيرة، التى يتدمر شواطئنا وتغرق المدن بسبب تآكل الشواطئ بفعل عمليات المد والجزر وارتفاع منسوب المياه عن المعدلات الطبيعية.

وأكدوا على أهمية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد الأجيال القادمة وتوقعوا أن تكون مصر من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية المباشرة وغير المباشرة.. وفقا للدراسات العلمية فقد حذرت الأمم المتحدة من غرق الدلتا، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، فى تقرير لها نشر عام 2010، حيث أكدت أنه فى حال ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد، سيتعرض حوالى 10.5 بالمائة من سكان الدلتا للخطر وسيغرق حوالى 12.5 بالمائة من أراضيها الزراعية، وفقاً لبحث صادر عن البنك الدولى عام 2007.

وفى نفس الإطار حذرت دراسة أصدرها «الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء» من تأثر دلتا نهر النيل، خصوصا تلك المشاطئة للبحر المتوسط، من ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد فى القطب الشمالى نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، ما يسبب تآكل مساحات من الأراضى الزراعية للمحافظات التى تطل على البحر فى كفر الشيخ، الدقهلية ودمياط، بالإضافة إلى الإسكندرية.

ظاهرة التغيرات

وقدرت الدراسة التكلفة المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة، الناتج عن ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاجية الزراعية التى ستتكبدها مصر، بناء على التنبؤ بكمية وقيمة الواردات، ومساحة الأراضى الواجب استصلاحها للوفاء بالاحتياجات المحلية، بنحو 4 مليارات و121 مليون دولار تكلفة استصلاح الأراضى الإضافية، أو مليار و57 مليون دولار حال الاستيراد..
كما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أن الدراسات الأخيرة أثبتت، أن مصر تتأثر بالتغيرات المناخية الأخيرة بشكل كبير، وأنه إذا استمر الطقس فى مصر بهذا الشكل ستغرق الدلتا خلال 50 عامًا واقترحت الهيئة ردم جزء من البحر المتوسط لمسافة 10 كيلو مترات على الأقل حتى لا تؤدى إلى غرق الدلتا.. وأصدرت وزارة الزراعة، ممثلة فى مشروع العون الغذائى، أن مصر تحتل المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا فى ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحرارى.

و أكد د. محمد الراعى، الخبير العالمى التغيرات المناخية في تصريحات صحفية سابقة، أن الزيادات المتوقعة فى متوسط درجة حرارة الأرض ذات تأثيرات خطيرة مباشرة وغير مباشرة، وهذه التأثيرات تشمل ارتفاع سطح البحر وتأثر المناطق الساحلية المنخفضة وخاصة دلتا الأنهار نتيجة ذوبان الجليد فى المناطق الجليدية وتمدد المياه فى قاع البحار والمحيطات وهذا قد ظهرت بوادره وتم رصده فى العديد من المواقع، لافتا إلى أن الدول الفقيرة والأفراد الفقراء وسوف يكون تأثرهم أسرع وأشد من الدول الغنية والأفراد الأغنياء.. وأشار إلى أن معظم الدول العربية من أكثر دول العالم تأثرا بالتغيرات المناخية حيث تقع معظمها فى حزام المناطق القاحلة وشبه القاحلة والصحراوية.

وحذر الخبير العالمى التغيرات المناخية من خطورة الوضع الذى يواجه العالم ومصر تحديدا، من تأثير تغيرات الطقس والمناخ وارتفاع معدلات التلوث قائلا «الوضع أصبح لا يحتمل.. وتعدينا مرحلة انتظار تأثير التغيرات المناخية.. فلقد دخلنا مرحلة الخطر بالفعل»، وتوقع الراعى أن يصل ارتفاع سطح المياه إلى 50 سم على الأقل عام 2100، تدريجيا، مما يهدد المنشآت والاستثمارات المطلة على طول خط الكورنيش.. وأشاد الراعى بمشروع المليون ونصف مليون فدان فى أماكن متفرقة فى مصر حيث أن إعمار وتخضير الصحراء يخفض من الآثار السلبية للتغيرات المناخية ويساعد فى هطول الأمطار، وخاصة فى ظل الأزمة المائية التى قد نواجهها مع سد النهضة الإثيوبى.
هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟