دراسة: فيتامين C يمكنه إنقاذ مريض التسمم

هل يمكن الحد من السبب الرئيسي للوفاة في المستشفيات من خلال علاج آمن وغير
مكلف يتضمن فيتامين (ج)؟
كان هذا السؤال يدور في أذهان أطباء العناية المركزة منذ 2017، عندما أكد طبيب
شهير أنه كان ينقذ حياة معظم مرضاه بسبب التسمم عن طريق استخدام علاج يعتمد على فيتامين
C .



وقفز علماء من جميع أنحاء العالم على هذا الادعاء لدعمه أو دحضه لأنه، إذا نجح،
فإنه سينقذ ملايين الأرواح، وأكبر دراسة نشرت حتى الآن وصلت إلى استنتاج مثير للقلق،
إذا قرأت ملخص الدراسة، فإن فيتامين C
لم يساعد المرضى، ولكن إذا بحثت في عمق الورقة، فستجد أن الأشخاص
الذين تلقوا العلاج كانوا أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة.



تعفن الدم هو رد فعل الجسم المفرط للعدوى الشديدة، مما يؤدي إلى فشل الأعضاء
المتعددة، وفي كثير من الأحيان، الموت، وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها
إنها تصيب أكثر من 1.7 مليون أمريكي سنوياً وتقتل أكثر من 250000 شخص، مما يجعل
التسمم واحد من أهم 10 أسباب للوفاة.



وعلى مر السنين، تعثر العلماء عبر أدلة على أن فيتامين C
قد يكون فعالًا ضد التسمم، لسبب واحد ، يميل الأشخاص المصابون بالعدوى
إلى انخفاض مستويات فيتامين C
في الدم بشكل مدهش.



وفي عام 2014 ، نشر الدكتور ألفا "بيري" فاولر ورقة تتضمن 24 مريضًا
فقط، ملمحًا إلى أن فيتامين C
كان مفيدًا، وعلى وجه الخصوص ، لاحظ فاولر أن قياس فشل الأعضاء، والمعروف
باسم درجة mSOFA
، قد تحسن أكثر بكثير في المرضى الذين تلقوا فيتامين C .



وكانت تلك الدراسة أصغر من أن تستخلص أي استنتاجات حقيقية، لكن الدكتور بول
ماريك من كلية طب فرجينيا الشرقية في نورفولك قرأ الدراسة وكان مفتونًا، قائلا:
"عندما صادفت مريض تسمم وبدا على وشك الموت، قررت إعطاء فيتامين سي، وأضفت الثيامين
(فيتامين ب) وجرعة من المنشطات لعلاجها. ودهشت كثيرا، تعافت المرأة بسرعة".



ثم بدأ ماريك استخدامه بانتظام في وحدة العناية المركزة، وذكر في عام 2017 أن
معدل وفيات التسمم في وحدة العناية المركزة قد انخفض بعد أن تحول إلى هذا العلاج.



ودفعت تلك الورقة بعض أطباء وحدة العناية المركزة إلى البدء في استخدام ما يسمى
بروتوكول ماريك، معتبرين أنه آمن للغاية وربما فعال، وفي غضون ذلك، استعد الباحثون
لإجراء دراسات دقيقة لمعرفة ما إذا كان العلاج ناجحًا بالفعل.



وفي الوقت نفسه ، واصل فاولر ، من جامعة فرجينيا كومنولث ، بحثه الخاص. قام
بتجميع مجموعة من الزملاء لاستكشاف دور فيتامين C
في مجموعة واحدة من مرضى التسمم - أولئك الذين أصيبوا بمرض شديد بعد
أن أصيبوا بمرض مرتبط يسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.



درس فريق فاولر 167 مريضا ، نصفهم تلقوا علاج فيتامين C
ونصفهم تلقوا علاجا وهميا، واختاروا كعلامة نجاح نفس نقاط النهاية
التي استخدمها في دراسته التي شملت 24 مريضاً، والنتيجة: لا فرق في هذه الدرجات على
الإطلاق.



وخلاصة القول أن فيتامين (ج) "لم يحسن بشكل ملحوظ عشرات ضعف الأعضاء أو
يغير علامات الالتهاب وإصابة الأوعية الدموية"، كما تقول الدراسة.



ويقول الدكتور ستيف جودمان من جامعة ستانفورد في رسالة
بالبريد الإلكتروني إلى NPR : "عليهم أن يوضحوا كيف سيكون لفيتامين C تأثير على الوفيات
من خلال آلية لا تؤثر على نتائج فشل الأعضاء"، ويلاحظ جودمان ، وهو خبير في التصميم
التجريبي ، أن إدارة الغذاء والدواء قد وافقت مرة واحدة على الأقل على دواء (دواء القلب
يسمى كارفيديلول) على أساس معدل الوفيات المحسنة، بالرغم من أن الدواء لا يبدو أنه
يعمل على أساسه الأساسي نقطة النهاية، ولكن في رأيه ، فإن نتيجة الوفيات في هذه الدراسة
الجديدة ليست مقنعة للغاية.