تحذير من قلة الاستثمار في الطاقة النظيفة: يهدد بالهجرة من أفقر بلدان العالم
الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 07:06 ص
الطاقة النظيفة
محرر الاستدامة والتمويل
طباعة
يحذر تقرير دولي مفاده أن السكان الأكثر فقراً في العالم يتعرضون لخطر التراجع عنهم بسبب نقص الاستثمار في الطاقة المتجددة ومصادر الطهي النظيفة.
وقام تقرير صادر عن منظمتَي مبادرة الطاقة المستدامة للجميع وسياسة المناخ، بتخطيط الاستثمار في مصادر الطهي النظيفة والكهربائية في 20 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا ووجد أن الاستثمار متخلف عن الركب.
ويعد الحصول على الكهرباء أمرًا حيويًا للتنمية الاقتصادية لأي بلد، مما يتيح للناس إضاءة منازلهم بالإضافة إلى ضمان توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه بشكل صحيح.
كما أنه هدف رئيسي للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، لكن أحدث البيانات تشير إلى أن حوالي 840 مليون شخص على مستوى العالم ما زالوا لا يحصلون على الكهرباء.
ويعتمد 3 مليارات شخص آخرين على مصادر الطهي غير النظيفة، مستخدمين الخشب والفحم وحتى روث الحيوانات كوقود.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 4 ملايين شخص - كثير منهم من النساء والأطفال - يموتون كل عام بسبب تلوث الهواء الداخلي الناجم عن الطاقة القذرة.
ويخلص التقرير إلى أن 36 مليار دولار تم استثمارها في الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية - وهو مبلغ أقل بكثير من 51 مليار دولار المطلوبة.
ويقول التقرير إنه بالنسبة للطهي النظيف، فإن القصة "أكثر قتامة"، وتم استثمار 32 مليون دولار فقط، أي أقل من 1% من مبلغ 4.5 مليار دولار اللازم لتوفير أجهزة طهي نظيفة لكل المحتاجين.
ويحذر التقرير من أن قلة التقدم هذه أصبحت الآن "قضية صحة بيئية وعامة"، كما يحذر أيضا من أن أفريقيا بجنوب الصحراء الكبرى متخلفة عن الركب، حيث يوجد 573 مليون شخص بدون كهرباء، وفي 10 من 13 دولة، انخفض الاستثمار بالفعل في عام 2018 ، مقارنة بعام 2017.
وقالت الدكتورة باربرا بوكنر ، أحد مؤلفي التقرير، إن النمو السكاني في إفريقيا يمثل مشكلة خاصة.. تتخلف أفريقيا عن الركب ونرى أن الفجوة في الوصول إلى الكهرباء وتمويل الطهي النظيف تعرقل التنمية الاقتصادية.. ومع زيادة عدد السكان، هذا يفوق مستويات الوصول الجديد.. لقد رأينا بعض الزيادة في مخصصات التمويل الجديد ولكن الزيادات السكانية سوف تلغي هذا.
ويدعو التقرير إلى حلول خارج الشبكة مثل الألواح الشمسية والشبكات الصغيرة لأولئك الذين يعيشون في المجتمعات الريفية والنائية والذين لم يكن من المحتمل أن يكونوا متصلين بالشبكة الرئيسية، ومع ذلك، فقد ذهب 1.2% فقط من التمويل إلى ذلك الاقتراح.
ووجد التقرير أن الاستثمار في المصانع التي تعمل بالفحم انخفض من 8.1 مليار دولار في الفترة 2015-16 إلى 6 مليارات دولار في 2017-18 ، لكن لم يكن هناك استثمارات كافية في الطاقة المتجددة.
وخفضت كل من الصين والهند استثماراتهما في الوقود الأحفوري المحلي، لكنهما واصلتا الاستثمار في مصانع الفحم في الخارج في إفريقيا وبنغلاديش والفلبين.
ويحث التقرير صانعي السياسات، وخاصة في إفريقيا ، على الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وقال الدكتور بوكنر: "لا يوجد أي معنى اقتصادي لبناء اقتصاد الوقود الأحفوري لأنه أرخص بكثير في بناء محطات الطاقة المتجددة.. إن الجهات المانحة ومؤسسات التمويل العام يجب أن تتعاون للاستثمار في الكهرباء والطهي النظيف.. إذا كان هناك نوعا من التمويل العام للجهات المانحة ومؤسسات التمويل العام لتجميع مواردها والسماح لها بتوسيع نطاق جهودها التي ستكون مفيدة".