كيف تساهم التكنولوجيا في التغلب على تحديات الاستدامة؟
الأربعاء 23/أكتوبر/2019 - 03:05 ص
الاستدامة والتكنولوجيا
محرر الاستدامة والتمويل
طباعة
إن التكنولوجيا بصدد تغيير عالمنا ، وهي تجلب تحديات وفرصًا جديدة للاستدامة وتمثل صناعة تكنولوجيا المعلومات حاليًا حوالي 3٪ من انبعاثات الكربون على مستوى العالم.
هذا الانفجار السريع للتكنولوجيا يضاعف مخاوف الاستدامة الأخرى المرتبطة بتزايد عدد السكان والتحضر.
كما أنه يساهم في ارتفاع معدلات إنتاج واستهلاك كل شيء من الطاقة إلى المنتجات الاستهلاكية ، مما يؤدي إلى نضوب الموارد الطبيعية والأضرار التي لحقت نظامنا البيئي الهش.
ووفقًا للشبكة العالمية للبصمة ، نستخدم بالفعل موارد بقيمة 1.7 من الأرض سنويًا - وهذا أكثر من الطبيعة يمكن أن يتجدد كل عام.
ومع ذلك ، فإن إمكانات التكنولوجيا للمساهمة في حل القضايا البيئية تفوق بكثير الآثار السلبية غير المقصودة التي قد تسببها.
والابتكار في توليد البيانات والتحليلات ، إلى جانب الذكاء الاصطناعي (AI) والروبوتات المتقدمة ، وكذلك الحوسبة السحابية، قد فتح الباب أمام العديد من الآثار الإيجابية للاستدامة.
ووفقًا للمبادرة العالمية للاستدامة الإلكترونية، GeSI ، تمتلك التكنولوجيا القدرة على المساهمة في جميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 - بما في ذلك أكثر من 50٪ من الأهداف الفرعية البالغ عددها 169.
ويتمثل التطور الأكثر أهمية للثورة الصناعية الرابعة من حيث الاستدامة، في زيادة القدرة على توليد البيانات والتقاطها ونقلها، وخاصة من إنترنت الأشياء (Internet of Things) ومن أجهزتنا المتصلة.
والآثار المترتبة على ما يمكننا القيام به مع هذه البيانات ضخمة ستكون سمة مهمة لجدول أعمال الاستدامة.
توفر التحليلات المتقدمة ، التي تم تمكينها من خلال زيادة جودة وكمية البيانات من الأجهزة المتصلة في عملية ما ، للمؤسسات رؤى أكبر بكثير في كفاءتها ويمكن أن يساعد ذلك في تحديد الفرص لتقليل التأثيرات البيئية عبر العملية ، على سبيل المثال من أنماط استهلاك الطاقة ، والتي يمكن تكييفها وفقًا لذلك وبنفس الطريقة ، يمكن استخدام الذكاء من تجربة العملاء لتحسين عملية التصنيع ، وإنتاج ما نحتاج إليه فقط.
تعني وفرة البيانات أيضًا أنه سيكون لدينا إمكانية تتبع أكبر لسلعنا ، مما يساعد الشركات على ضمان قيامها بتوفير مصادر مستدامة وتحسين الرؤية للمستهلكين.
وبمرور الوقت ، ستمكن هذه البيانات المزيد من المستهلكين المتصلين الذين يتخذون قرارات بناءً على كمية متزايدة من المعلومات حول المنتجات التي يشترونها.
يمكن أن تسهم تطورات الذكاء الاصطناعي أيضًا بشكل كبير في أجندة الاستدامة، مما يمكّن المؤسسات من الاستفادة بشكل أكبر من مجموعات البيانات المتنامية هذه، مع خوارزميات يمكنها تعلم كيفية تحسين العمليات وتنفيذ التغييرات دون أي تدخل بشري.
أتمتة العمليات الآلية (RPA) لها دور مهم تلعبه أيضًا يمكن أن يساعد في تحسين دقة العملية، وتقليل المنتجات المهدرة أو التالفة وإعادة العمل ، وخفض المواد المهدرة أو الحاجة إلى طاقة إضافية ومدخلات لإعادة صياغة العملية أو إعادة تصنيع المنتج.
هذه التقنيات والابتكارات الجديدة تتصدى للتحديات البيئية فهي مجتمعة توفر إمكانات حقيقية لاستخدام التكنولوجيا كأداة رئيسية لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
نظرًا لأن المؤسسات تقوم بتضمين هذه التقنيات في أعمالها لتحسين جميع جوانب العمليات لدفع النمو ، فسوف تحتاج إلى التفكير في كيفية تطبيقها لدفع نمو أكثر ذكاءً مما يتيح لها التحول بشكل مستدام وربما حتى إنشاء نماذج أعمال جديدة.
يجب أن يكون التحول الرقمي جزءًا من جزء من الحل - وليس المشكلة.