الطاقة النووية.. للتخفيف من حدة تغيرات المناخ واستدامة خطط التصنيع

الطاقة النووية
الطاقة النووية

بات لدى العديد من دول العالم قناعة قوية بأن الطاقة النووية لديها القدرة على توفير الوصول إلى الطاقة لعدد أكبر من سكان أفريقيا، حيث أعربت كل من مصر وغانا وكينيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسودان وتونس وإثيوبيا ورواندا وأوغندا عن اهتمامه بإنشاء البنية التحتية للطاقة النووية.

 

وأضحت الطاقة النووية قادرة على التخفيف من تغير المناخ وبدأت تكتسب شعبية بين البلدان النامية، التي تعتبرها أيضًا طريقًا محتملاً للوفاء بخطط التصنيع، ويعد إنشاء البنية التحتية للطاقة النووية هو التزام طويل الأجل، يستغرق حوالي من 10-15 سنة، وخلال هذه العملية، يجب توفير أعلى معايير السلامة والأمن والضمانات.

 

وفي البلاد متوسطة الدخل، سيتطلب ذلك طاقة نظيفة موثوقة ومستدامة وذات أسعار تنافسية، واتخذت البلاد خطوات جديرة بالثناء في عمليتها التنظيمية، والمضي قدما على طول المراحل الثلاث المنصوص عليها في معالم إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تطوير بنية تحتية وطنية للطاقة النووية.

 

وفي أوروبا تمثل الطاقة النووية حوالي 45 ٪ من إجمالي الكهرباء، وفي أفريقيا 2.4 ٪، ويوجد حاليًا حوالي 400 مفاعل للطاقة النووية تعمل في حوالي 30 دولة مختلفة حول العالم، ما يدل على النمو السريع والنجاح للتكنولوجيا الجديدة.

 

ووقعت مصر غانا وكينيا وناميبيا ونيجيريا والسودان وتنزانيا وأوغندا وزامبيا بالفعل اتفاقيات مع مطورين دوليين للطاقة النووية يعرضون نشر الطاقة النووية بغرض توفير التكنولوجيا وتدريب الموارد البشرية وإنشاء هيئات تنظيمية.

 

وتقوم روساتوم، المؤسسة الحكومية الروسية المسؤولة عن الاستخدام العسكري والمدني للطاقة النووية، ببناء مفاعل بقيمة 29 مليار دولار في مصر، كما أبرمت اتفاقات مع أوغندا وغانا وغيرها، ونيجيريا لديها اتفاق مع شركة روساتوم لبناء مفاعل نووي، وتم توقيع اتفاقيات تعاون مع السودان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو.

 

وتقوم المجموعات الدولية بتصدير تكنولوجيا الماء الخفيف، والتي تعتبر عمومًا من بين أكثرها أمانًا، ومع ذلك فإن هذه المفاعلات تولد عادة أكثر من 1000 ميجاوات، وقلة قليلة من البلدان في أفريقيا بجنوب الصحراء الكبرى لديها القدرة على توزيع هذه الكمية من الطاقة.

 

وتكنولوجيا المفاعل النووي المتقدمة مثل المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs) تساعد في حل بعض مشكلات استدامة الطاقة بالذات، وتسعى العديد من الشركات إلى إنتاج SMRs التي تبلغ سعتها 300 ميجا وات، ونظرًا لصغر حجمها وانخفاض تكلفة رأس المال، فهي قابلة للتطوير بسهولة لتلبية الطلب المتزايد كلما سمحت الشبكة بذلك.

 

كما تم تطوير محطات نووية عائمة وثابتة، وتتمتع هذه المحطات النووية بسهولة الوصول إلى مياه التبريد وموقعها بعيدًا عن الأرض ما يزيد من إدراك السلامة.

 

وقامت مجموعة الطاقة النووية العامة في الصين (CGN) أيضًا بتصميم الجيل الثالث HPR 1000 (Hualong One)، وتخطط الصين لبيع المفاعل إلى المملكة المتحدة والبلدان الجديدة، كما قامت كوريا الجنوبية للتعاون في مجال الطاقة الكهربائية الكورية بتصميم المفاعل المضغوط APR-1400 ، والذي قامت بتركيبه في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويخططون لتصدير حوالي 80 مفاعل بحلول عام 2030.
تم نسخ الرابط