صندوق النقد الدولي يشيد بشفافية البنك المركزي العُماني ويطرح خارطة طريق للتحسينات

أشاد صندوق النقد الدولي بالبنك المركزي العماني لخطواته الاستباقية في تعزيز الشفافية والحوكمة والتواصل بشأن السياسة النقدية، كما ورد في مراجعة الشفافية التي أجراها البنك المركزي، وهي الأولى من نوعها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
أُجريت المراجعة بموجب مدونة صندوق النقد الدولي للعمليات المصرفية المركزية، واكتملت في أبريل 2025 وأصدرها الصندوق في يونيو الماضي، مما يؤكد توافق البنك المركزي العماني مع رؤية عُمان 2040 وجهوده الرامية إلى تطبيق أفضل الممارسات الدولية.
ووصف صندوق النقد الدولي البنك المركزي العماني بأنه مؤسسة عامة موثوقة وذات مصداقية، تتمتع بإطار قانوني يدعم سياسات الشفافية التي يتبعها.
نقاط القوة في شفافية السياسة النقدية
يرتكز جوهر مهمة البنك المركزي العماني التشغيلية على الحفاظ على ربط ثابت للريال العماني بالدولار الأمريكي، وهي سياسة تُعززها إدارة السيولة الفعالة واحتياطيات النقد الأجنبي القوية. وقد أشاد صندوق النقد الدولي بالبنك المركزي لإفصاحه عن أهداف السياسة النقدية، وأطر العمل التشغيلية، ودور إدارة السيولة في دعم هذا الربط.
ومع ذلك، أشار الصندوق إلى إمكانية تحقيق مزيد من الشفافية من خلال تفصيل عملية صنع القرار وراء هذه السياسات، ونشر البيانات الرئيسية بصيغ أسهل على المستخدمين الخارجيين كما أُوصيَ بتحسين نشر الأطر المتعلقة بالأطراف المقابلة، والضمانات، ومتطلبات الاحتياطي.
الحوكمة والمساءلة
أشاد صندوق النقد الدولي بإطار الشفافية الراسخ للحوكمة الداخلية لمكتب الميزانية في الكونجرس، بما في ذلك الإفصاحات المتعلقة بهيكل مجلس إدارته، وعملية صنع القرار، والقيادة. ولرفع المعايير بشكل أكبر، نصح صندوق النقد الدولي مكتب الميزانية في الكونجرس بالتركيز بشكل أكبر على الاستقلال الداخلي، والمساءلة، وإدارة المخاطر.
وقد تم تسليط الضوء على إضافة سياسة صريحة للوصول إلى المعلومات ونشر ترتيبات المخاطر الداخلية والإشراف القائمة باعتبارها "مكاسب سريعة" لتحسين شفافية الحوكمة، حيث أن العديد من هذه الهياكل موجودة بالفعل ولكن لم يتم الكشف عنها بالكامل.
ومع اتساع نطاق صلاحياته في مجال الاستقرار المالي، أصبح مكتب الميزانية في الكونجرس مسؤولاً قانونياً عن مساعدات السيولة الطارئة وسياسة التحوط الكلي.
وأشار صندوق النقد الدولي إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها مكتب الميزانية في الكونجرس لتوضيح دوره، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية فيما يتعلق بنطاق صلاحياته في مجال الاستقرار المالي، والأدوات المتاحة، وآليات التنسيق مع الهيئات المالية الأخرى.
ومع تزايد هذه المسؤوليات المشتركة، فإن تحديد الأدوار ونشر الأطر القانونية والتشغيلية ذات الصلة من شأنه أن يعزز الفهم العام والمؤسسي لدور مكتب الميزانية في الكونجرس في الرقابة.
الإشراف على مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
بصفته الجهة الرقابية المُعيّنة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على المؤسسات المالية الخاضعة لولايته، أفصح البنك المركزي العماني بنشاط عن صلاحياته القانونية وسياساته وممارساته الرقابية ومع ذلك، يرى صندوق النقد الدولي أن هناك مجالًا للتحسين، لا سيما في مجال التواصل العام بشأن نتائج التنفيذ.
وإن الإصدار القادم لتقرير التقييم المتبادل يقدم فرصة لمكتب الميزانية في الكونجرس لتعزيز التواصل بشأن إنجازاته في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من خلال موقعه الإلكتروني ومنصات التواصل الأخرى.
ويتزايد إقبال الجمهور على التواصل مع البنك المركزي بسهولة أكبر. وقد حثّ صندوق النقد الدولي مكتب الميزانية في الكونجرس على النظر في تبسيط إفصاحاته لزيادة فهم الجمهور، وتوسيع نطاق جهود التثقيف والتوعية. وقد يشمل ذلك استخدامًا أعمق لوسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال لتعزيز الشفافية والحفاظ على ثقة المؤسسات.
خريطة طريق للإصلاح
للمساعدة في تفعيل النتائج، قدّم صندوق النقد الدولي مسودة خارطة طريق للتنفيذ، تتضمن توصيات عملية. كما أكّد الصندوق استعداده لدعم السلطات العُمانية في مرحلة التنفيذ.
وبشكل عام، تشير مراجعة البنك المركزي العماني إلى أداء قوي من جانب البنك المركزي العماني في التوافق مع المعايير المصرفية المركزية العالمية، مع تحديد فرص الإصلاح التي من شأنها تعزيز المصداقية المالية لسلطنة عمان والثقة العامة في سلطتها النقدية.