ذهب البنوك المركزية.. بين خزائن إنجلترا والطموحات المحلية

أشارت نتائج استطلاع حديث أعده مجلس الذهب العالمي لعام 2025 إلى تحولات ملحوظة في كيفية إدارة البنوك المركزية لاحتياطياتها من الذهب، سواء من حيث التخزين أو طرق الشراء أو دوافع الإدارة.
وأظهرت البيانات أن 75% من البنوك المركزية تدير الذهب بشكل منفصل عن أصولها الاحتياطية الأخرى، مقارنة بـ67% في العام الماضي، في دلالة على تصاعد الأهمية الاستراتيجية للذهب كأصل مستقل.
ويعزو 63% من المشاركين هذا التوجه إلى اعتبار الذهب أصلًا استراتيجيًا، في حين يرى المشاركون من الاقتصادات المتقدمة بالإجماع أنه "أصل تاريخي موروث"، مقارنة بحوالي نصف المشاركين من الاقتصادات النامية.
ورغم انخفاض نسبة من يديرون الذهب ضمن شريحة الاستثمار من 23% إلى 17%، فإن هذا التحول يعكس ميلًا متزايدًا للفصل الفني في المعايير والتوجهات بين الذهب وبقية الأصول.
ولا تزال سبائك لندن ذات التوصيل الجيد هي المعيار الذهبي لدى البنوك المركزية، حيث أكد 56% من المشاركين أنهم يشترون الذهب المادي بهذه الصيغة.
وتزداد النسبة إلى 63% لدى المشاركين من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية وبرز أيضًا اعتماد بعض الدول المنتجة للذهب على برامج الشراء المحلي، إذ أفاد 56% من محافظي البنوك المركزية بهذه الدول بوجود برامج محلية نشطة، فيما يفكر 12% آخرون في إطلاق مثل هذه المبادرات.
ووفقًا للتقرير، لجأت 14 جهة إلى تكرير الذهب في مصافٍ معتمدة من رابطة سوق لندن للسبائك، مقارنة بـ11 جهة فقط في العام الماضي، وهو ما يعكس نموًا في قدرات المعالجة المحلية أما من حيث تسعير الذهب، فتدفع عشر بنوك مركزية السعر العالمي الفوري، بينما تشتري تسع بنوك أخرى بخصم من هذا السعر.
في جانب التخزين، لا يزال بنك إنجلترا الوجهة الأبرز، حيث يعتمد عليه 64% من البنوك المركزية لتخزين الذهب، مقارنة بـ55% العام الماضي، إلا أن التوجه نحو التخزين المحلي آخذ في التوسع، إذ ارتفعت نسبة من يستخدمون هذا الخيار من 41% إلى 59%.
وعلى الرغم من هذه التحولات، أكد 83% من المشاركين أنهم لم يغيّروا ترتيبات الحفظ خلال العام الأخير، بينما أبدى 7% نيتهم في توسيع قدراتهم المحلية في التخزين، وهي زيادة ملحوظة عن نسبة العام الماضي (2%).
ومن التطورات اللافتة أيضًا، أن 44% من البنوك المركزية أصبحت تدير احتياطياتها من الذهب بنشاط، وهي أعلى نسبة تُسجّل منذ بدء هذا النوع من الاستطلاعات في 2018 ويُعزى هذا النشاط المتزايد إلى دوافع أبرزها "تعزيز العوائد" بحسب 85% من المشاركين، فيما اختار 22% "إدارة المخاطر".
يُشار إلى أن نسبة المهتمين بإدارة المخاطر ارتفعت من 14% في 2024 إلى 22% في 2025، في حين تراجعت نسبة من يلجأون إلى "التداول التكتيكي".
تُظهر هذه الأرقام والاتجاهات تحولًا مهمًا في نظرة البنوك المركزية للذهب، من مجرد مخزون تقليدي إلى أداة مالية مرنة، تجمع بين الأمان طويل الأجل والإدارة النشطة في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي.