فولكس واجن" تراهن على مصر.. خطوة جديدة لبناء مركز لتصنيع السيارات وغزو أسواق أفريقيا

تتجه شركة "فولكس واجن" الألمانية، إحدى أكبر شركات صناعة السيارات في العالم، نحو استثمار استراتيجي في مصر من خلال دراسة إنشاء مركز تصنيع لإنتاج السيارات وتصديرها إلى الأسواق الأفريقية.
تأتي هذه الخطوة في إطار خطة الشركة لتعزيز وجودها في القارة الأفريقية، مستغلة المزايا التنافسية التي تقدمها مصر كمركز إقليمي للصناعة والتجارة.
ووفقًا لتصريحات رسمية، تسعى "فولكس واجن" إلى إنشاء وحدة تجميع سيارات في مصر كخطوة أولية، تليها خطط لبناء مصنع محلي يدعم تصدير السيارات إلى أسواق إفريقيا الناشئة.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض خطط فولكس واجن لإنشاء مركز تصنيع لإنتاج السيارات في مصر.
لماذا مصر؟
وتتمتع مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، مما يجعلها بوابة مثالية لتصدير المنتجات إلى الأسواق الأفريقية.
كما أن اتفاقيات التجارة الحرة، مثل اتفاقية الكوميسا، تتيح لمصر تصدير السيارات إلى دول أفريقية بدون رسوم جمركية كبيرة.
علاوة على ذلك، تقدم الحكومة المصرية أيضًا حوافز استثمارية مغرية، بما في ذلك إعفاءات ضريبية وتسهيلات لوجستية في المناطق الصناعية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشرق بورسعيد.
وفقًا لمارتينا بيينه، المديرة التنفيذية لمجموعة "فولكس واجن" في أفريقيا، فإن مصر تعتبر مركزًا واعدًا للإنتاج، وتجري الشركة محادثات لإطلاق مشروع تجاري قريبًا.
وتشير تقارير إلى أن الشركة تخطط لاستثمار حوالي 250 مليون دولار (ما يعادل 7.7 مليار جنيه مصري) في مشروع تصنيعي بمنطقة شرق بورسعيد، مما سيوفر أكثر من 2100 فرصة عمل مباشرة و4000 فرصة غير مباشرة في الصناعات المغذية.

خطة "فولكس واجن" للتوسع في أفريقيا
وتأتي خطوة "فولكس واجن" في مصر ضمن استراتيجية طموحة لتوسيع عملياتها في القارة الأفريقية، حيث تستهدف الشركة تشغيل ما يصل إلى خمس منشآت إنتاج في أفريقيا خلال الـ 10 إلى 15 عامًا المقبلة.
كما تمتلك الشركة حاليًا مصنعًا في جنوب أفريقيا ومنشآت تجميع في كينيا ورواندا وغانا، وتخطط لتخصيص كل منشأة لإنتاج طرازات معينة تُصدر إلى أسواق القارة.
يأتي هذا التوجه وسط تحديات تواجهها "فولكس واجن" في أوروبا، حيث تشهد الأسواق الأوروبية تراجعًا في الطلب بسبب ارتفاع التكاليف وتنامي المنافسة من شركات السيارات الصينية منخفضة التكلفة.
ونتيجة لذلك، تسعى الشركة إلى خفض طاقتها الإنتاجية في ألمانيا وتقليص الوظائف، مع التركيز على الأسواق الناشئة مثل أفريقيا.
تأثير الاستثمار على الاقتصاد المصري
ويتماشى استثمار "فولكس واجن" المحتمل مع استراتيجية مصر الوطنية لتوطين صناعة السيارات، التي تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمي للصناعة بحلول عام 2030.
وتشمل هذه الاستراتيجية زيادة نسبة المكونات المحلية في السيارات المصنعة، تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز الصادرات.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز سلسلة التوريد المحلية، نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر المصرية.
كما ستدعم هذه الخطوة السوق المصري، الذي يعد ثاني أكبر سوق للسيارات في أفريقيا بمبيعات تتجاوز 200 ألف سيارة سنويًا.
ومع إنتاج أكثر من 70 ألف سيارة سنويًا حاليًا، تسعى مصر إلى زيادة هذا الرقم إلى مليون سيارة سنويًا لتلبية الطلب المحلي وتصدير الفائض إلى أفريقيا والشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، يوفر المشروع فرصًا واعدة، خاصة مع تزايد الطلب على السيارات الاقتصادية والكهربائية في أفريقيا.
وتتجه "فولكس واجن" نحو إنتاج طرازات مثل "تيجوان" و"جولف"، التي تحظى بشعبية كبيرة، مع احتمال إدخال نماذج كهربائية مثل ID.4 في المستقبل، تماشيًا مع التوجه العالمي نحو الاستدامة.
المنافسة الإقليمية
وتواجه مصر منافسة قوية من دول مثل المغرب، التي أصبحت مركزًا رئيسيًا لتصنيع السيارات في أفريقيا بفضل استثمارات شركات مثل "رينو" و"ستيلانتس". ومع ذلك، فإن المزايا اللوجستية لمصر ودعم الحكومة قد يمنحانها الأفضلية في جذب استثمار "فولكس واجن".
وتمثل خطط "فولكس واجن" لتصنيع السيارات في مصر خطوة استراتيجية تعزز مكانة البلاد كمركز إقليمي لصناعة السيارات.
ومن خلال استغلال الموقع الجغرافي والحوافز الحكومية، تسعى الشركة إلى تلبية الطلب المتزايد في أفريقيا، بينما تدعم مصر رؤيتها لتصبح قوة صناعية رائدة.
ومع استمرار المفاوضات، يترقب السوق إعلانًا رسميًا قد يعيد تشكيل صناعة السيارات في المنطقة.