كل ما تريد معرفته عن مبادرة إحلال السيارات القديمة بسيارات كهربائية

مع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية، تسعى مصر إلى مواكبة هذا التوجه من خلال مبادرات تهدف إلى تحسين البيئة وتعزيز الاقتصاد الوطني، ومن بين هذه المبادرات، تبرز مبادرة إحلال السيارات القديمة بسيارات كهربائية كخطوة طموحة لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كل ما تريد معرفته عن هذه المبادرة، مع التركيز على أحدث المعلومات المتاحة.
ما هي مبادرة إحلال السيارات القديمة؟
وأطلقت الحكومة المصرية مبادرة إحلال السيارات القديمة عام 2021 تحت اسم "جو جرين" (Go Green)، بهدف استبدال السيارات التي مر على تصنيعها أكثر من 20 عامًا بسيارات حديثة تعمل بالطاقة النظيفة، مثل الغاز الطبيعي أو الكهرباء.
وفي البداية، ركزت المبادرة على السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، لكن مع التطورات الأخيرة، أصبح هناك توجه متزايد نحو تشجيع استخدام السيارات الكهربائية كجزء من استراتيجية مصر للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وتهدف المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
- تقليل التلوث البيئي: استبدال السيارات القديمة التي تعمل بالبنزين أو السولار بسيارات كهربائية خالية من الانبعاثات.
- توفير الوقود: السيارات الكهربائية أكثر كفاءة وتقلل من استهلاك الوقود الأحفوري.
- تعزيز الاقتصاد: دعم صناعة السيارات المحلية وتوفير فرص عمل جديدة.
- تحسين جودة الحياة: توفير سيارات حديثة مزودة بتقنيات أمان ورفاهية متقدمة.
تطورات المبادرة في 2025
وشهدت المبادرة تغييرات جوهرية في عام 2025. في فبراير 2025، أعلن مجلس الوزراء عن إيقاف المبادرة الأصلية التي ركزت على السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، لتحل محلها مبادرة جديدة تركز على تحويل السيارات إلى الغاز الطبيعي مع دعم السيارات الكهربائية.

وهذا القرار جاء نتيجة عدة تحديات واجهت المبادرة الأصلية، مثل نقص مكونات التصنيع بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وانسحاب بعض العلامات التجارية مثل هيونداي وشيري، بالإضافة إلى تعقيدات التمويل البنكي.
والمبادرة الجديدة، التي تدار الآن تحت إشراف وزارة البترول بدلاً من وزارة المالية، تهدف إلى تقديم دعم مالي يصل إلى 70% من تكلفة تحويل السيارات إلى الغاز الطبيعي، مع خطط لتوسيع نطاق الدعم ليشمل السيارات الكهربائية.
وتشير التقارير إلى أن الحكومة تعمل على إنشاء بنية تحتية تدعم السيارات الكهربائية، بما في ذلك محطات شحن متطورة في جميع أنحاء البلاد.
شروط الاستفادة من المبادرة
وللاستفادة من مبادرة إحلال السيارات، يجب توافر الشروط التالية:
- الجنسية المصرية: يجب أن يكون المتقدم مصري الجنسية.
- عمر السيارة: يجب أن تكون السيارة القديمة مر عليها 20 عامًا أو أكثر (موديل 2005 أو أقدم بناءً على عام 2025).
- رخصة سارية: يجب أن تكون رخصة السيارة سارية ومسجلة باسم المتقدم.
- تملك السيارة: بالنسبة للسيارات الملاكي، يجب أن تكون السيارة مملوكة للمتقدم لمدة عامين على الأقل.
- العمر: لا يقل عمر المتقدم عن 21 عامًا، وبحد أقصى 65 عامًا في حالة التقسيط.
- محل الإقامة: يجب أن يكون المتقدم مقيمًا في إحدى المحافظات المشمولة بالمبادرة، مثل القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، وسوهاج.
المستندات المطلوبة
وتشمل الأوراق المطلوبة للتقديم:
- صورة بطاقة الرقم القومي.
- صورة رخصة السيارة القديمة.
- إيصال مرافق حديث (كهرباء، مياه، أو غاز) لإثبات محل الإقامة.
- شهادة من مصلحة الضرائب تفيد بسداد المستحقات الضريبية.
في حالة التقسيط، يطلب إقرار بالدخل السنوي وعقد إيجار أو تمليك إذا كان إيصال المرافق باسم شخص آخر.
الفوائد المالية والحوافز
وتقدم المبادرة حوافز مالية مغرية لتشجيع المواطنين على المشاركة، وفي النسخة الأصلية، كان يطلق على هذه الحوافز اسم "الحافز الأخضر"، وكانت تشمل:
- سيارات الملاكي: دعم يصل إلى 10% من قيمة السيارة الجديدة (بحد أقصى 22 ألف جنيه).
- سيارات الأجرة: دعم يصل إلى 20% (بحد أقصى 45 ألف جنيه).
- الميكروباصات: دعم يصل إلى 25% (بحد أقصى 65 ألف جنيه).
وفي المبادرة الجديدة، يتوقع أن تقدم الحكومة دعمًا مماثلاً أو أعلى للسيارات الكهربائية، مع تسهيلات ائتمانية تصل إلى 10 سنوات بفائدة منخفضة (3% في النسخة السابقة).
خطوات التقديم
- التسجيل الإلكتروني: يتم التقديم عبر الموقع الرسمي للمبادرة من هنا.
- تقديم المستندات: رفع الأوراق المطلوبة عبر الموقع.
- الفحص الفني: يتم فحص السيارة القديمة للتأكد من مطابقتها للشروط.
- الموافقة البنكية: في حالة التقسيط، يتم التواصل مع البنوك للحصول على الموافقة الائتمانية.
- تخريد السيارة: تسليم السيارة القديمة في ساحات التخريد المحددة.
- استلام السيارة الجديدة: تسليم السيارة الكهربائية بعد استكمال الإجراءات.
وتعد مبادرة إحلال السيارات القديمة بسيارات كهربائية خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر استدامة في مصر.
ومع الدعم الحكومي والحوافز المالية، تتيح المبادرة فرصة ذهبية للمواطنين لامتلاك سيارات حديثة موفرة للطاقة وصديقة للبيئة.