مصر بين أكبر 10 دول جاذبة للاستثمار الأجنبي.. كيف استطاعت الدولة فعلها؟

في إنجاز اقتصادي مبهر، تألقت مصر بحصولها على المرتبة التاسعة عالميًا والأولى إفريقيًا ضمن قائمة أكبر 10 دول جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2024، وفقًا لتقرير الاستثمار العالمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).
وسجلت مصر طفرة استثنائية في تدفقات الاستثمار الأجنبي، حيث بلغت 47 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ10 مليارات دولار في 2023، محققة نموًا مذهلاً بنسبة 373%.
وهذا الإنجاز رفع مكانة مصر من المرتبة 32 عالميًا في 2023 إلى واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية على مستوى العالم، مما يعكس ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد المصري.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كيف استطاعت مصر الوصول إلى هذا المكانة المرموقة ضمن أكبر الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية.
مشروع رأس الحكمة: نموذج استثماري رائد
ويبرز مشروع رأس الحكمة كأحد أهم العوامل التي ساهمت في هذا النجاح الباهر، حيث يعد نموذجًا استثماريًا عالميًا بقيمة 35 مليار دولار، عزز مكانة مصر كمركز جاذب للاستثمارات الاستراتيجية.
وهذا المشروع الضخم، إلى جانب عدد من الصفقات الكبرى الأخرى، عكس رؤية مصر الطموحة في تحويل إمكاناتها الاقتصادية إلى فرص استثمارية ملموسة.
وقد أشاد المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن السياسات الاقتصادية المصرية، التي تركز على تمكين القطاع الخاص، نجحت في بناء اقتصاد تنافسي وجاذب عالميًا.

إصلاحات اقتصادية تعزز الثقة العالمية
وتعد الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصر في السنوات الأخيرة ركيزة أساسية لهذا النجاح، فقد أثمرت جهود الحكومة في تحسين بيئة الأعمال، تطوير البنية التحتية، والتحول الرقمي عن جذب استثمارات ضخمة في قطاعات متنوعة مثل السياحة، الطاقة، والتطوير العقاري.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن هذه الإصلاحات ساهمت في تعزيز الإنتاجية، خلق فرص عمل واعدة، وزيادة القيمة المضافة للاقتصاد المصري.
كما أبرزت أن صفقة رأس الحكمة شملت آليات مبتكرة، مثل مبادلة الديون، وعززت قدرة مصر على استقطاب التمويلات وتوجيهها نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية.
مصر في صدارة إفريقيا
وعلى المستوى الإقليمي، تصدرت مصر دول القارة الإفريقية كأكبر وجهة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2024، حيث ساهمت في دفع نمو تدفقات الاستثمار في إفريقيا بنسبة 75%، لتصل إلى 97 مليار دولار.
وهذا الإنجاز يعكس الموقع الاستراتيجي المتميز لمصر، وقدرتها على استقطاب المستثمرين بفضل بنيتها التحتية المتطورة وسوقها الاستهلاكية الكبيرة.
كما يبرز دور مصر كمركز إقليمي رائد يربط بين الأسواق العالمية والإفريقية، مما يجعلها الخيار الأول للشركات متعددة الجنسيات.
رؤية طموحة لمستقبل مستدام
وتستمر مصر في تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية من خلال رؤية استراتيجية تركز على الاقتصاد الأخضر، زيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار بحلول 2030، ورفع عائدات السياحة إلى 45 مليار دولار.
كما تستعد مصر للمشاركة في تقرير جاهزية الأعمال التابع للبنك الدولي في سبتمبر 2026، مما يعكس التزامها بمواصلة تحسين بيئة الأعمال.
وتشير التوقعات إلى أن مصر ستوفر ملايين فرص العمل الجديدة، مدعومة بمشاريع مثل رأس الحكمة، التي ستعزز قطاعات الإنشاءات، السياحة، والخدمات اللوجستية.
إشادة عالمية بإنجازات مصر
وحظي الاقتصاد المصري بإشادات دولية واسعة، حيث أبرز تقرير أونكتاد مرونة مصر وقدرتها على تحقيق نمو استثنائي في وقت تتراجع فيه تدفقات الاستثمار العالمية.
كما أثنى المستثمرون على استقرار الاقتصاد الكلي في مصر، والفرص الواعدة التي تقدمها في قطاعات متنوعة.
ويعد مشروع رأس الحكمة مثالًا حيًا على قدرة مصر على ابتكار نماذج استثمارية تجذب رؤوس الأموال العالمية، مع تعزيز مكانتها كوجهة سياحية وعقارية متميزة.
وتألق مصر في المرتبة التاسعة عالميًا بين أكبر الدول جاذبة للاستثمارات الأجنبية في 2024 يؤكد مكانتها كقوة اقتصادية صاعدة.
وبفضل رؤيتها الطموحة، إصلاحاتها الاقتصادية الناجحة، ومشاريعها الاستراتيجية مثل رأس الحكمة، تستعد مصر لمواصلة ريادتها كوجهة استثمارية عالمية، محققة نموًا مستدامًا يعزز رخاء شعبها ويعكس إمكاناتها الهائلة.