صناعة الحديد والصلب في مصر.. قوة إقليمية بإنتاج 10.63 مليون طن

صناعة الحديد والصلب
صناعة الحديد والصلب في مصر

في قلب الاقتصاد المصري، تتربع صناعة الحديد والصلب كأحد أهم القطاعات الصناعية التي تدعم مسيرة التنمية الوطنية، حيث تمتد جذورها إلى منتصف القرن العشرين لتشكل اليوم ركيزة أساسية للبنية التحتية والتوسع العمراني.

وتعد مصر اليوم أكبر منتج للصلب في إفريقيا وثاني أكبر منتج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بفضل استثمارات ضخمة وتطوير تكنولوجي مستمر.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، تحليلًا شاملًا لحجم الإنتاج، الصادرات، الاستهلاك المحلي، وحصة مصر في السوق العالمية، مع إلقاء الضوء على التحديات والفرص المستقبلية.

صناعة الحديد والصلب

وبدأت صناعة الحديد والصلب في مصر مع إنشاء شركة الحديد والصلب المصرية في الخمسينيات، لتتطور عبر عقود إلى قوة إقليمية بفضل الاستثمارات الحكومية والخاصة.

واليوم تضم مصر 92 مصنعًا نشطًا، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 12.3 مليون طن سنويًا، مما يجعلها قادرة على تلبية الطلب المحلي والمنافسة في الأسواق العالمية.

وتعد هذه الصناعة لاعبًا رئيسيًا في دعم المشروعات القومية، مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومبادرة "حياة كريمة"، إضافة إلى توفير آلاف فرص العمل وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي.

حجم الإنتاج في 2024 وتوقعات 2025

وفي عام 2024، سجلت مصر إنتاجًا إجماليًا بلغ 10.63 مليون طن من حديد التسليح، وفقًا لتقرير الاتحاد العربي للحديد والصلب، مما يعكس قوة الصناعة رغم التحديات العالمية.

تشير الأرقام إلى أن الطاقة الإنتاجية الكلية للمصانع المصرية بلغت 12.3 مليون طن سنويًا، مع مساهمة بارزة من شركة "حديد عز" التي أنتجت 6.4 مليون طن من الصلب الخام، محتلة المركز الأول في المنطقة العربية وإفريقيا.

وخلال أبريل 2024، شهدت الصناعة طفرة في الإنتاج، حيث بلغ استهلاك حديد التسليح 579.3 ألف طن، بزيادة 65.04% عن مارس 2024 و71.59% عن أبريل 2023، مما يعكس نشاطًا بنائيًا مكثفًا.

وفي 2025، من المتوقع أن يشهد الإنتاج زيادة كبيرة مع دخول مشاريع جديدة حيز التنفيذ، أبرزها مصنع الحديد المختزل التابع لشركة SMS الألمانية، باستثمارات مليار يورو وطاقة إنتاجية 2.5 مليون طن سنويًا، قابلة للتوسع إلى 4 ملايين طن.

صناعة الحديد والصلب
صناعة الحديد والصلب

كما أعلنت شركة "شين فينج ستيل" الصينية عن إنشاء مصنع في محور قناة السويس باستثمارات 300 مليون دولار وطاقة إنتاجية 2 مليون طن سنويًا، وهذه المشاريع ستُعزز الإنتاج المحلي وتقلل الاعتماد على الواردات.

الصادرات والأداء القوي رغم التحديات

وشهدت صادرات الحديد والصلب المصرية أداءً مميزًا في 2024، حيث بلغت قيمتها 2.21 مليار دولار، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية.

ومع ذلك، تراجعت الصادرات في الفترة من يناير إلى أغسطس 2024 بنسبة 15% لتسجل 1.368 مليار دولار مقارنة بـ1.617 مليار دولار في 2023، بسبب المنافسة الشرسة من تركيا والصين وارتفاع تكاليف الطاقة. تصدرت إيطاليا قائمة الدول المستوردة بقيمة 161 مليون دولار، تلتها إسبانيا (153 مليون دولار) وتركيا (130 مليون دولار).

في 2025، تتوقع مصر تحسين الصادرات بفضل زيادة الطاقات الإنتاجية واستئناف المشروعات المتوقفة. 
كما تسعى لتعزيز تنافسيتها عبر إنتاج الصلب الأخضر باستخدام الطاقة النظيفة، مما يفتح أسواقًا أوروبية تخضع لمعايير بيئية صارمة.

الاستهلاك المحلي ودعم المشروعات القومية

ويتراوح الاستهلاك المحلي لحديد التسليح بين 6.8 إلى 7.5 مليون طن سنويًا، وفقًا لتقرير شركة "حديد عز" لعام 2024.

وفي أبريل 2024، سجل الاستهلاك 579.3 ألف طن، مدفوعًا بالمشروعات القومية مثل تطوير المدن الجديدة والبنية التحتية، في حين تشير التوقعات إلى أن الاستهلاك سيصل إلى 6.8 مليون طن في 2024، مع استمرار النمو في 2025 بفضل تحرير سعر الصرف في مارس 2024 وتشريعات البناء الجديدة.

وفي 2024، ارتفعت واردات الحديد والصلب بنسبة 20.9% لتصل إلى 5.18 مليار دولار، مما يعكس الاعتماد على البيليت المستورد لدعم مصانع الدرفلة، ومع ذلك من المتوقع أن تقلل المشاريع الجديدة، مثل مصنع SMS، من هذا الاعتماد في 2025.

صناعة الحديد في مصر
صناعة الحديد في مصر

حصة مصر في السوق العالمية

وتحتل مصر المركز 20 عالميًا في إنتاج الصلب الخام بإجمالي 10.4 مليون طن في 2023، وفقًا لمنظمة الصلب العالمية، مما يجعلها واحدة من دولتين عربيتين ضمن أكبر 20 منتجًا، إلى جانب السعودية (9.9 مليون طن).

وإقليميًا استحوذت مصر على 30% من إنتاج إفريقيا في 2019، وبمتوسط 48.5% خلال 2010-2019.

وفي 2024، عززت شركة "حديد عز" مكانة مصر عالميًا، حيث احتلت المركز 60 بإنتاج 6.17 مليون طن، متقدمة 7 مراكز عن 2022.

ومع دخول مصانع جديدة في 2025، من المتوقع أن تتعزز حصة مصر العالم

ية، خاصة مع التركيز على إنتاج الصلب الأخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يتماشى مع التوجهات العالمية.

استثمارات وصلب أخضر

وتشهد الصناعة فرصًا واعدة في 2025، مع استثمارات أجنبية مثل مصنع SMS و"شين فينج ستيل". 

كما يعد إنتاج الصلب الأخضر، باستخدام الهيدروجين والطاقة المتجددة، فرصة لتعزيز التنافسية في الأسواق الأوروبية.

وتظل صناعة الحديد والصلب في مصر قوة إقليمية رائدة، مدعومة بطاقات إنتاجية قوية واستثمارات متزايدة، في حين تعزز المشاريع الجديدة والتركيز على الصلب الأخضر من طموح مصر لتعزيز حصتها في السوق العالمية بحلول 2025، مما يدعم رؤية التنمية المستدامة.

تم نسخ الرابط