عملاق أفريقيا يزأر.. الأهلي يحصد أرباح فلكية ويعزز هيمنته على القارة

يواصل النادي الأهلي، عملاق الكرة الأفريقية، تألقه في سوق الانتقالات، حيث أثبتت سياسته المالية الرشيدة والتخطيط الاستراتيجي الدقيق قدرته على جذب اللاعبين المميزين وإبرام صفقات نوعية تدعم طموحاته المحلية والقارية.
يأتي هذا النجاح كنتاج لإدارة مالية متميزة، مكنت "المارد الأحمر" من تحقيق إيرادات كبيرة واستثمارها بذكاء في تعزيز صفوف الفريق، خاصة مع مشاركته المرتقبة في كأس العالم للأندية 2025، والتي قد تدر للنادي ما يزيد عن 12 مليون يورو.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كيف نجحت إدارة النادي الأهلي في التخطيط المالي المميز التي جعلها تربح ملايين الدولارات.
إيرادات مالية قوية تدعم الطموح
وكشف النادي الأهلي في تقريره المالي للسنة المنتهية في 30 يونيو 2024 عن تحقيق إيرادات من قطاع كرة القدم تجاوزت 68 مليون جنيه مصري، مقارنة بـ19 مليون جنيه في العام السابق، وهو ما يعكس نموًا ماليًا ملحوظًا.
وهذه الإيرادات، التي تأتي من رعايات، بيع تذاكر، وحقوق بث، مكنت النادي من تخصيص ميزانية ضخمة للإنفاق على اللاعبين، حيث بلغت تكلفة مرتبات ومزايا اللاعبين 570 مليون جنيه، بينما وصلت نفقات المدربين والإداريين إلى 224 مليون جنيه.
وهذا الاستثمار المالي المنظم سمح للأهلي بالحفاظ على استقرار مالي، مع القدرة على تمويل صفقات كبرى دون المساس باستدامته الاقتصادية.
صفقات نوعية تعزز القوة الهجومية والدفاعية
وفي سوق الانتقالات الشتوية 2025، أبرم الأهلي خمس صفقات بارزة حتى الآن، شملت التعاقد مع النجم المغربي أشرف بن شرقي في صفقة انتقال حر لمدة موسمين ونصف، والسلوفيني نايتس جراديشار لمدة أربعة مواسم ونصف بقيمة مليون و100 ألف دولار، إلى جانب مصطفى العش وأحمد رضا من الأندية المحلية، ومحمود حسن "تريزيجيه"، بالإضافة إلى الصفقة المدوية أحمد سيد زيزو في صفقة إنتقال حر بعد انتهاء تعاقده مع نادي الزمالك.
وهذه الصفقات، التي جاءت لدعم النادي، بالإضافة إلى التعاقد مع الجهاز الفني بقيادة المدرب خوسيه ريبيرو، تهدف إلى تعزيز الخطوط الهجومية والدفاعية، مع التركيز على اللاعبين ذوي الخبرة القادرين على التأقلم السريع مع متطلبات الفريق.

ولم تقتصر تحركات الأهلي على الوافدين الجدد، بل شملت أيضًا إعادة لاعبين بارزين مثل حمدي فتحي، الذي عاد على سبيل الإعارة من الوكرة القطري، في خطوة استراتيجية لتقوية خط الوسط.
وأنفق الأهلي على الصفقات 4.86 مليون يورو، في حين حقق أرباحًا وصلت إلى 6.87 مليون يورو من بيع اللاعبين.
كما تجري الإدارة مفاوضات متقدمة لضم أسماء لامعة مثل مصطفى محمد، بهدف رفع القيمة السوقية للفريق إلى 50.8 مليون يورو بحلول يونيو 2025، وفقًا لتقديرات موقع "ترانسفير ماركت".
ورغم الأداء المخيب للأمال في كأس العالم للأندية، إلا أن الفريق يمر بمرحلة بناء بعد الجهاز الفني الجديد والتعاقد مع العديد من اللاعبين، ستؤتي ثمارها خلال الفترة القادمة مع زيادة الانسجام بين النجوم الجدد والجهاز الفني.
تخطيط استراتيجي يسبق المنافسين
ويعزى نجاح الأهلي في سوق الانتقالات إلى التخطيط الاستراتيجي الذي يبدأ مبكرًا، حيث تعمل لجنة التخطيط برئاسة محمود الخطيب بالتنسيق مع شركة الكرة والجهاز الفني على تحديد الاحتياجات بدقة.
وهذا النهج مكن النادي من حسم صفقاته في أوقات مبكرة، لتعويض رحيل لاعبين بارزين مثل محمد عبد المنعم وعلي معلول.
كما يظهر قرار النادي بإعادة فتح ملف الصفقات بعد خسارة السوبر الأفريقي مرونة إدارية ساهمت في استباق التحديات.
تأثير الصفقات على الأداء والقيمة السوقية
وأدت الصفقات الجديدة إلى ارتفاع ملحوظ في القيمة السوقية للأهلي، التي قفزت من 28.4 مليون يورو إلى 33.9 مليون يورو بعد انتهاء الميركاتو الشتوي 2025، مع توقعات بمزيد من الارتفاع.
وهذا التحسن يعكس قدرة النادي على اختيار لاعبين يجمعون بين الأداء العالي والقيمة التسويقية، مما يعزز مكانته كأقوى الأندية الأفريقية.
شركات النادي الأهلي
وأسس النادي الأهلي خلال الفترة الماضية 4 شركات، هي: الأهلي للمنشآت الرياضية - الأهلي للخدمات المالية - الأهلي للخدمات الإعلامية - وشركة القلعة الحمراء.
وتهدف هذه الشركات إلى استدامة موارد النادي الأهلي، وجعله مؤسسة تدر ربحًا بشكل عام، في حين يسعى النادي لإنشاء مدينة رياضية متكاملة باستثمارات 8 مليارات دولار.
تحديات وتطلعات مستقبلية
وعلى الرغم من النجاحات، يواجه الأهلي تحديات تتمثل في الحفاظ على التوازن بين الإنفاق والاستدامة المالية، خاصة مع رحيل لاعبين بارزين مثل محمود كهربا.
ومع ذلك، يبقى النادي في صدارة المنافسة بفضل رؤيته الطموحة وسياسته المالية الناجحة، التي تجعله جاهزًا لخوض غمار كأس العالم للأندية 2025 بتشكيلة قوية قادرة على تحقيق إنجازات تاريخية.
ويحصد النادي الأهلي اليوم ثمار تخطيطه المالي الدقيق، الذي مكنه من بناء فريق قوي يجمع بين الخبرة والشباب، مع الحفاظ على استقرار مالي يضمن استمرارية النجاح.