مدينة طربول.. عملاق مصر الصناعي القادم يعيد تشكيل مستقبل الصناعة في الشرق الأوسط

مخطط مدينة طربول
مخطط مدينة طربول

تعد مدينة طربول الصناعية، الواقعة على طريق الصعيد الشرقي بمدينة أطفيح الجديدة في محافظة الجيزة، واحدة من أضخم المشروعات القومية التي تتبناها مصر في إطار رؤيتها التنموية 2030.

وهذا المشروع الطموح، الذي يوصف بأنه "عملاق مصر الصناعي القادم"، يهدف إلى إعادة تعريف مفهوم المدن الصناعية الذكية في المنطقة، حيث يمتد على مساحة 109 ملايين متر مربع (26 ألف فدان) ويخطط لاستيعاب 13 ألف مصنع بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 13 مليار يورو.

ويتوقع أن يوفر المشروع ما يقرب من مليون فرصة عمل، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة لأبناء صعيد مصر، ويرسم ملامح مستقبل صناعي واعد.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض كل التفاصيل عن مشروع مدينة طربول عملاق مصر الصناعي القادم بقوة.

موقع استراتيجي يعزز التكامل الاقتصادي

وتقع مدينة طربول في موقع استراتيجي يربط بين محافظات الصعيد والمراكز الاقتصادية في دلتا مصر، مما يجعلها مركزًا لوجستيًا وصناعيًا متميزًا.

وتبعد المدينة 5 كيلومترات فقط عن نهر النيل، و44 كيلومترًا عن حي حلوان، و77 كيلومترًا عن مدينة 6 أكتوبر، و83 كيلومترًا عن العاصمة الإدارية الجديدة، و109 كيلومترات عن ميناء العين السخنة.

وهذا الموقع يربطها بشبكة طرق رئيسية مثل طريق القاهرة-أسيوط، الطريق الدائري الإقليمي، وطريق الكريمات-الزعفرانة، مما يسهل حركة النقل والتجارة ويعزز من جاذبيتها للمستثمرين المحليين والدوليين.

مدينة ذكية وخضراء

وتعد طربول أول مدينة صناعية ذكية وخضراء في مصر، حيث تركز على الاستدامة البيئية من خلال استخدام الطاقة المتجددة، مثل أنظمة الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير النفايات لضمان جودة الهواء والماء. 

وتصمم المدينة لتكون مجمعًا صناعيًا متكاملًا يضم 12 منطقة صناعية متخصصة، تشمل صناعات الرخام، مواد البناء، المنسوجات، الملابس الجاهزة، الصناعات الطبية، الهندسية، البتروكيماويات، والصناعات الغذائية.

وتخصص مساحة 41.3 مليون متر مربع للمناطق الصناعية، بينما يخصص 1.5 مليون متر مربع لميناء جاف يدار تحت إشراف وزارة المالية، مما يقلل تكاليف النقل اللوجستي إلى ربع تكلفة الموانئ البحرية.

مخطط مدينة طربول
مخطط مدينة طربول

فرص استثمارية واعدة

وتشرف شركة GV للتطوير العقاري، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، على تنفيذ المشروع الذي ينفذ على سبع مراحل على مدار 15 عامًا.

وقد جذبت طربول بالفعل استثمارات كبيرة، حيث أعلنت الشركة عن بيع 3 ملايين متر مربع بقيمة 3 مليارات جنيه، وتوقيع عقود مع أكثر من 300 شركة، بما في ذلك مشروع لإقامة مصنع سيارات "لادا" الروسية بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 مليون سيارة سنويًا.

كما تخطط المدينة لإنشاء سوق جملة على غرار سوق العبور، بمساحة 1.5 مليون متر مربع وتكلفة استثمارية تتجاوز 15 مليار جنيه، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان.

حياة متكاملة: سكن وخدمات وترفيه

ولا تقتصر مدينة طربول على الصناعة فقط، بل تصمم لتكون مدينة متكاملة صالحة للعيش، حيث تضم المدينة حيًا سكنيًا فاخرًا ومنطقة تجارية تشمل مراكز تسوق ومحلات بيع بالتجزئة، بالإضافة إلى مراكز طبية وإدارية وخدمات اجتماعية وترفيهية.

وهذا التكامل يهدف إلى توفير بيئة عمل وحياة مثالية للعاملين والمستثمرين، مما يقلل من النزوح اليومي ويعزز جودة الحياة.

تأثير اقتصادي واجتماعي

وتعتبر طربول ركيزة أساسية لتحقيق التكامل الصناعي، حيث تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات، تعزيز التصدير، وتلبية احتياجات السوق المحلي.

ويتوقع أن يسهم المشروع في خفض معدلات البطالة بشكل كبير من خلال توفير ما يقرب من مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مع التركيز على تمكين شباب الصعيد.

كما تستهدف مصر استثمار 125 مليار جنيه في قطاع التصنيع ضمن المدينة، مما يعزز النمو الاقتصادي ويحقق استقرارًا في ميزان المدفوعات.

وتمثل مدينة طربول الصناعية نموذجًا رائدًا للتنمية المستدامة والتكامل الصناعي في مصر، وبفضل موقعها الاستراتيجي، بنيتها التحتية المتطورة، وتركيزها على الاستدامة والابتكار، تعد طربول بوابة مصر نحو مستقبل صناعي مزدهر.

ومع استمرار العمل في المراحل السبعة، يبقى الأمل معقودًا على هذا العملاق الصناعي لتحقيق طفرة اقتصادية تعود بالنفع على المواطن المصري وتعزز مكانة مصر على خريطة الصناعة العالمية.

تم نسخ الرابط