هل ينجح الجنيه المصري في كسب معركته أمام الدولار قبل نهاية 2025؟

الدولار
الدولار

تشهد الأسواق المصرية حالة من الترقب خلال الفترة الحالية، في ظل تصاعد التوقعات بانخفاض سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري قبل نهاية عام 2025، مدعومة بعدة عوامل محلية وعالمية، ما يفتح باب التساؤلات حول مدى واقعية هذه التقديرات، وإمكانية تحسّن فعلي في قيمة العملة المحلية بعد سنوات من الضغوط والتحديات.

بحسب تصريحات عدد من كبار الخبراء الاقتصاديين، فإن هناك مؤشرات إيجابية بدأت تلوح في الأفق، قد تمهّد لهبوط الدولار إلى مستويات تتراوح بين 47 و48 جنيهًا، مقارنة بمستواه الحالي الذي يتحرك في نطاق 49.5 جنيه.

عوامل عالمية تدعم تراجع الدولار

في مقدمة هذه المؤشرات، يأتي التراجع العالمي في قيمة الدولار الأمريكي، والذي بدأ يفقد بعضًا من مكاسبه التي حققها خلال السنوات الماضية، خاصة أمام اليورو

أوضح الدكتور هاني جنينة، الخبير الاقتصادي، أن هذا الانخفاض يعكس تغيرًا في الاقتصاد العالمي إلى جانب التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من العام الجاري، وهو ما يقلل من جاذبية الدولار كملاذ آمن.

وأشار جنينة إلى أن الجنيه المصري يمكن أن يستفيد من هذا التراجع، خصوصًا مع تحسّن بعض المؤشرات الاقتصادية الداخلية، وعلى رأسها تباطؤ معدل طباعة النقود، وهي خطوة تُسهم في الحد من التضخم وتعزيز استقرار الأسعار في السوق المحلي.

تحسن التدفقات الدولارية

أما الخبير الاقتصادي محمد فؤاد،  أكد  أن هناك فرصة حقيقية لانخفاض الدولار إلى ما دون 49 جنيهًا، وهي مستويات لم نشهدها منذ فترة ليست قصيرة.

وأوضح فؤاد أن هذا السيناريو يعتمد على استمرار تدفق العملة الأجنبية من عدة مصادر رئيسية، أبرزها:

تحويلات المصريين العاملين بالخارج، والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا.

عوائد قطاع السياحة، التي بدأت تتعافى بقوة بعد فترات من التباطؤ.

إيرادات قناة السويس، والتي سجلت مستويات قوية رغم التحديات الجيوسياسية في المنطقة.

كما أشار فؤاد إلى أن انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد يدفع المستثمرين لإعادة توجيه أموالهم إلى أسواق ناشئة مثل مصر، لكنّه حذّر في الوقت نفسه من مخاطر الاعتماد المفرط على ما يُعرف بـ"الأموال الساخنة"، وهي استثمارات قصيرة الأجل تدخل السوق بحثًا عن العائد المرتفع، لكنها قابلة للانسحاب المفاجئ في أوقات التوتر، كما حدث في بعض الفترات الحرجة خلال 2023.

الدولار يتراجع عالميًا

 اتفق أحمد معطي، الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي لشركة "فيرست" للاستشارات، مع ما سبقمؤكدًا أن مؤشر الدولار الأمريكي تراجع بالفعل إلى ما دون 97 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أشهر، ما يعزز فرص استمرار موجة الهبوط عالميًا.

وقال معطي إن تحسّن الأوضاع الجيوسياسية العالمية وتراجع التوترات الإقليمية ساعد في استقرار أسواق الطاقة والتجارة، وهو ما ينعكس بدوره على الاقتصاد المصري، الذي كان يعاني من تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية وتوترات البحر الأحمر.

وأشار إلى أن مصر بدأت تجني ثمار زيادة موارد النقد الأجنبي، خاصة مع انتعاش قطاع السياحة، وتحسّن أداء تحويلات المصريين بالخارج، وهو ما ساهم في تقوية موقف الجنيه أمام الدولار خلال الأسابيع الماضية.

ورغم أن الجنيه المصري قد يكون على موعد مع تحسّن نسبي أمام الدولار خلال الشهور المقبلة، فإن استدامة هذا التحسن تتوقف على عوامل داخلية لا تقل أهمية عن التغيرات العالمية

تم نسخ الرابط