خبير: حريق سنترال رمسيس كشف ضرورة تطوير الربط بين السنترالات وتعزيز مركز البيانات الحكومي

الدكتور أحمد فوزي
الدكتور أحمد فوزي

أكد الدكتور أحمد فوزي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن حادث حريق سنترال رمسيس كشف بوضوح أهمية تطوير منظومة الربط بين السنترالات الرئيسية في مصر، والتأكيد على أن وجود نظم بديلة ومتكاملة أصبح ضرورة استراتيجية لحماية البنية التحتية الرقمية، خاصة مع توسع الدولة في الخدمات الرقمية والاعتماد المتزايد على مراكز البيانات الحكومية.

مركز البيانات الحكومي الأكبر في الشرق الأوسط

وقال فوزي، في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، إن مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية الذي أنشأته مصر خلال السنوات الماضية يُعد الأضخم في الشرق الأوسط، ويُجسّد رؤية الدولة للتحول الرقمي، لكنه في الوقت ذاته يتطلب بيئة اتصالات آمنة ومستقرة، وهو ما يجعل وجود خطوط بديلة للربط بين السنترالات من الضروريات، لا الكماليات.

وأوضح أن مصر تضم خمسة سنترالات رئيسية، ويُعد سنترال رمسيس من أهمها، حيث يضم أجهزة الربط الأساسية "Core Devices"، كما يحتوي على مراكز مؤجرة لشركات الاتصالات، ما يجعل أي توقف فيه يؤثر على قطاع واسع من الخدمات، من بينها الاتصالات، وخدمات الإنترنت، والربط الشبكي للمؤسسات والبنوك، وحتى المعاملات الحكومية الرقمية.

أهمية البدائل في حماية الاقتصاد الرقمي

وأشار فوزي إلى أن ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار نحو تسريع توسيع منظومة الربط البديل بين السنترالات، لتفادي السقوط الكامل للشبكة، لا سيما أن الخدمات المالية الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة المواطنين، إلى جانب استخدامات الذكاء الاصطناعي وخدمات التعليم والعمل عن بُعد، التي باتت معتمدة بشكل كبير على استقرار الإنترنت والبنية التحتية.

وأضاف أن هناك اعتمادًا متزايدًا على البيانات الضخمة والتقنيات الذكية في إدارة الخدمات الحكومية والخاصة، ما يستدعي إعادة النظر في خطط تأمين واستمرارية التشغيل، وزيادة استثمارات القطاع في البنية التحتية الذكية.

مصر الرقمية ورؤية 2030

وأكد خبير التكنولوجيا أن النهوض بقطاع الاتصالات والخدمات الرقمية يُعد من أبرز مكونات رؤية مصر 2030، وأن حادث سنترال رمسيس سلّط الضوء على أهمية الاستثمار الجاد والمستمر في هذا القطاع الحيوي، مشددًا على أن الحادث المؤسف يجب أن يكون فرصة لإعادة ترتيب الأولويات وتحديث أنظمة الحماية والتشغيل.

رب ضارة نافعة

واختتم الدكتور أحمد فوزي تصريحاته بالقول: "رُبَّ ضارة نافعة، فرغم الحزن على شهداء حادث رمسيس، إلا أن ما حدث يفتح أعيننا على ضرورة تحقيق المزيد من التقدم في قطاع تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية الرقمية، لتكون مصر أكثر استعدادًا للمستقبل، وأكثر قدرة على مواجهة الأزمات المفاجئة دون تعطل الخدمات الأساسية".

تم نسخ الرابط