أداء سهم "بلتون" يثير قلق عملائه.. وخبراء يوضحون الأسباب
في ظل التحركات المتباينة التي يشهدها سهم شركة بلتون المالية القابضة في البورصة المصرية، ظهرت آراء متباينة بين المستثمرين والمحللين، وسط جدل واسع حول ما إذا كان السهم يعكس أداءً حقيقيًا ناتجًا عن العرض والطلب، أم أن هناك تدخلات أو "تلاعبات" وراء صعوده وهبوطه غير المتوقعين، لا سيما بعد عملية الاكتتاب الأخيرة.
عملاء يطالبون بالشفافية
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تفاعلات ملحوظة من بعض مساهمي شركة "بلتون"، أعربوا خلالها عن قلقهم تجاه الأداء الأخير للسهم، مطالبين بمزيد من الشفافية والوضوح بشأن تحركات السوق المتعلقة بالشركة، ودعا عدد من المشاركين في التعليقات إلى تقديم شكاوى رسمية للجهات الرقابية المختصة، في إطار الإجراءات المتاحة للمستثمرين، مشيرين إلى أهمية التواصل مع هيئة الرقابة المالية لبحث الملاحظات المتعلقة بالسهم وآلية تداوله.
وكتب أحد المساهمين في منشور عبر "فيسبوك": "لازم كل المتضررين يتواصلوا مع الرقابة المالية.. أنا قدمت شكوى بالفعل، والرابط في أول تعليق"، فيما تساءل آخر عن الدور الرقابي المنوط ببعض الجهات، داعيًا إلى مزيد من التدقيق في نشاط الشركات المدرجة.
وشهدت التعليقات آراءً متنوعة، حيث عبّر بعض المشاركين عن وجهات نظرهم بخصوص تحركات السهم، مشيرين إلى ما وصفوه بتقلبات غير معتادة، بينما أكد آخرون أن ما يحدث يعكس تفاعلًا طبيعيًا بين العرض والطلب في سوق المال.
من جانبهم، طالب عدد من المساهمين بضرورة تعزيز التواصل بين إدارة الشركة والمستثمرين لتوضيح أي مستجدات قد تؤثر على حركة السهم، خاصة في ظل حساسية السوق وتزايد اهتمام الأفراد بالتداول، وتأتي هذه التفاعلات في وقت يواصل فيه السوق المصري تطوير أدواته الرقابية وتحسين البيئة الاستثمارية، بما يضمن حماية حقوق المستثمرين، وتعزيز الثقة في التداولات بأسواق المال.
ارتفاع عقب الاكتتاب
وتعليقًا على ذلك، قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن بعض المستثمرين والمتابعين لسهم بلتون يرون أن أداء السهم غير منطقي، خاصة أنه سجل ارتفاعًا عقب الاكتتاب، وهو أمر غير معتاد، حيث من المفترض أن تشهد الأسهم تراجعًا بعد زيادة المعروض.
وأضافت في تصريحات خاصة: "هناك من يرى أن هذه التحركات غير مبررة وتوحي بوجود تلاعب، ولكن في الحقيقة، السوق يتبع آلية العرض والطلب ولا شيء غير ذلك".
وأشارت رمسيس إلى أن سهم بلتون يستفيد من الإعلانات الإيجابية المتكررة التي تصدرها الشركة، والتي تتضمن أرباحًا مستمرة وتوسعات جديدة واستثمارات في قطاعات مختلفة، ما يعزز من ثقة المتداولين، ويدفع بالسهم للصعود بشكل طبيعي.
وتابعت: "أي سهم يتأثر بشكل مباشر بالأخبار المالية، وعندما ترى المؤسسات فرصة في الدخول، فإن ذلك يخلق طلبًا إضافيًا يدفع بالسعر للارتفاع، ما يجذب مزيدًا من المستثمرين، ثم تبدأ التحليلات حول احتمالات وجود تلاعب عند أول تراجع أو أزمة، وهي آراء يجب احترامها ولكن لا تعني وجود فساد فعلي".
ارتباك بقطاع الخدمات الرقمية
من جانبه، قال مصطفى أمين، خبير أسواق المال، إن السهم تأثر سلبًا بشكل ملحوظ بعد حادثة سنترال رمسيس، التي تسببت في ارتباك بقطاع الخدمات الرقمية والمالية غير المصرفية، وهو ما انعكس على بلتون باعتبارها من الشركات العاملة في المدفوعات الرقمية. وأوضح أن الانقطاع أو الاضطراب في خدمات الإنترنت أدى إلى توقف مؤقت لبعض العمليات المالية، وهو ما أثر على ثقة المستثمرين وأدى إلى تراجع السهم.
وأضاف أمين في تصريحات خاصة: "سهم بلتون جزء من منظومة أوسع، وهي القطاع المالي غير المصرفي، وعندما تتأثر البنية التحتية الرقمية أو تواجه الشركات عوائق تقنية، فإن هذا ينعكس تلقائيًا على الأداء السوقي، سواء صعودًا أو هبوطًا".
وشدد على أن السوق المصري، كغيره من الأسواق، يتفاعل سريعًا مع الأزمات، سواء كانت مرتبطة بالشركة نفسها أو بالقطاع ككل.
وأكد الخبيران أن ما يحدث في سهم بلتون يُعد جزءًا من الديناميكية الطبيعية للسوق، التي تتأثر بالأخبار، والتوقعات، والتقارير المالية، فضلًا عن ظروف السوق العامة، بينما يظل الحكم النهائي بيد المستثمر، الذي يجب أن يوازن بين التحليل المالي الدقيق، وتقييم المخاطر، وتجنب الانسياق وراء الانطباعات السريعة أو الاتهامات غير المبنية على حقائق موثقة.
ويُعد سهم بلتون من الأسهم النشطة التي تحظى بمتابعة كبيرة داخل السوق المصري، نظرًا لحجم الشركة، ونشاطها المتنوع، وعلاقاتها الاستثمارية الواسعة، ما يجعل من الطبيعي أن يتقاطع حولها الجدل والتحليلات في كل موجة صعود أو هبوط.