مدينة جديدة وممر اقتصادي وميناء.. انتصار استراتيجي لـ السيسي في معركة البناء والتنمية في سيناء بعد سنوات من الإهمال

في قلب شبه جزيرة سيناء، حيث كانت أصوات المعارك تدوي لعقود، تتردد اليوم أصداء معركة من نوع آخر؛ معركة البناء والتنمية، والأرض التي شهدت بطولات وتضحيات، تتحول الآن إلى رمز للنهضة الاقتصادية والعمرانية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومن مدينة رفح الجديدة إلى تطوير ميناء العريش، ومن إحياء خطوط السكك الحديدية إلى إنشاء ممر العريش-طابا اللوجستي، تكتب مصر فصلاً جديداً في تاريخ سيناء، يعكس رؤية استراتيجية لتحويلها إلى مركز اقتصادي عالمي.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نسلط الضوء على هذه المشروعات العملاقة التي تعيد صياغة مستقبل سيناء.
رفح الجديدة مدينة الأمل والاستدامة
وتعد مدينة رفح الجديدة نموذجاً حياً للتنمية الشاملة في شمال سيناء، فهي ليست مجرد مشروع إسكان، بل مدينة متكاملة تضم أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية و400 بيت بدوي، مزودة بالبنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي، بالإضافة إلى 7 مبان خدمية، حضانات، ومحطة معالجة مياه، ومحطة بنزين.
وبدأت المرحلة الأولى في مارس 2018 بتوجيهات من الرئيس السيسي، لتوفير بيئة معيشية كريمة لأهالي رفح، حيث تستوعب المدينة آلاف الأسر، مع خطط لتوسيعها لاستيعاب 37 ألف نسمة في 6 تجمعات تنموية.
وهذه المدينة ليست مجرد حجارة وبناء، بل استجابة إنسانية لاحتياجات السكان، تعزز الأمن القومي وتوفر فرص عمل واستقراراً اجتماعياً.

ميناء العريش بوابة التصدير الاستراتيجية
وعلى ساحل البحر المتوسط، يبرز ميناء العريش كأحد أهم المشروعات القومية التي تعزز مكانة سيناء كمركز تجاري عالمي، في حين يخضع الميناء حالياً لتطوير شامل باستثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه، يشمل إنشاء أرصفة بطول 2250 متراً، حواجز أمواج بطول 2700 متر، ورصيف سياحي بطول 1000 متر، إلى جانب رصيفين للبضائع وآخر متعدد الأغراض.
والهدف هو تحويل الميناء إلى بوابة تصدير رئيسية للمنتجات السيناوية، خاصة الخامات التعدينية والرمال الزجاجية، مع تعزيز دوره في حركة التجارة الدولية.
وساهم التطوير في خلق فرص عمل ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في المنطقة.

قطار التنمية خط سكة حديد الفردان - طابا
ويعد خط السكة الحديد الفردان-بئر العبد-العريش-طابا، بطول 500 كيلومتر، العمود الفقري للممر اللوجستي العريش-طابا.
ويهدف المشروع إلى ربط سيناء بشبكة السكك الحديدية الوطنية، مما يسهل نقل البضائع والركاب ويدعم الصناعات التعدينية والزراعية.
كما يشمل المشروع إعادة تأهيل خط الفردان-بئر العبد بطول 100 كيلومتر، وتطوير وصلة بالوظة-ميناء شرق بورسعيد بطول 44 كيلومتراً، بالإضافة إلى إنشاء خطوط جديدة تصل إلى طابا.
ويتضمن إنشاء كوبري معدني جديد بطول 640 متراً فوق قناة السويس، لتعزيز الربط بين الوادي وسيناء، وهذا الخط يعكس التزام الدولة بتحقيق تنمية مستدامة وتعزيز السياحة والتجارة في سيناء.

ممر العريش - طابا شريان الاقتصاد الجديد
ويمثل ممر العريش-طابا اللوجستي الركيزة الأساسية لتحويل سيناء إلى مركز اقتصادي إقليمي، حيث يربط الممر ميناء العريش على البحر المتوسط بمنفذ طابا على خليج العقبة، مروراً بمناطق الصناعات الثقيلة في وسط سيناء.
علاوة على ذلك، يشمل المشروع إنشاء 8 مناطق لوجستية، منها 5 بين العريش وطابا، لدعم التجارة والصناعة.
كما يعزز الممر التكامل بين وسائل النقل البحري والبري، مما يجعل سيناء نقطة وصل بين الشرق والغرب، ويدعم رؤية مصر 2030 لتصبح مركزاً عالمياً للتجارة واللوجستيات.
وتحت قيادة الرئيس السيسي، تحولت سيناء من منطقة مهملة تعاني من الإرهاب إلى مسرح للتنمية الشاملة.
وهذه المشروعات ليست مجرد بنية تحتية، بل استثمار في المستقبل، يعزز الأمن القومي، ويوفر فرص عمل للشباب، ويؤسس لمجتمعات عمرانية مزدهرة.
وبعد سنوات من الإهمال، أصبحت سيناء اليوم رمزاً للإرادة المصرية، حيث تتقاطع طرق التجارة وتزرع بذور الأمل.