جسر الدوران الأفقي بقناة السويس.. نقلة نوعية في ربط آسيا بأفريقيا
في تطور هندسي يعد الأول من نوعه في المنطقة، يأتي تدشين جسر الدوران الأفقي لقناة السويس، والذي صُمم وصُنع بالكامل في الصين، ليمثل إنجازًا جديدًا في سجل البنية التحتية العابرة للقارات، ويعكس عمق التعاون المصري الصيني ضمن مبادرة "الحزام والطريق".
يمتد الجسر الحديدي الجديد فوق قناة السويس ليربط بين ضفتيها الشرقية والغربية، ويُتيح للقطارات العبور مباشرة بين قارتي آسيا وأفريقيا، ما يضعه في موقع استراتيجي حيوي يواكب تطورات التجارة والنقل الإقليمي والدولي.
تقنية متطورة
يتميز الجسر بآلية دوران أفقي بالكامل، تتيح له فتح الممر الملاحي أو إغلاقه خلال 18 دقيقة فقط، وهي مدة قياسية بالمقارنة مع العبارات التقليدية التي كانت تستغرق نحو 30 دقيقة للعبور ذهابًا وإيابًا، أما القطارات، فبإمكانها الآن اجتياز القناة في 3 دقائق فقط، ما يعزز بشكل كبير من قدرة النقل وكفاءة المرور في واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا في البلاد.
ويُتوقع أن يسهم الجسر في تسهيل الحركة بين المناطق الصناعية في شرق بورسعيد ومدن القناة، ما يُدعم الاقتصاد المحلي ويزيد من جاذبية المنطقة للاستثمارات اللوجستية.
شراكة صينية
تم بناء الجسر بواسطة اتحاد صيني يضم معهد تشنغدو الدولي التابع لمجموعة مواد البناء الصينية ومجموعة جسور الطرق في سيتشوان، ويُعد المشروع جزءًا من مجموعة أوسع من المشروعات التي تمولها وتدعمها الصين في مصر ضمن إطار مبادرة "الحزام والطريق"، التي تسعى لربط آسيا وأفريقيا وأوروبا بشبكة من البنية التحتية الحديثة.
الجسر الجديد سيتكامل مع جسر السكك الحديدية في الفردان، ليُشكلا معًا أطول جسر سكك حديدية بدوران أفقي في العالم، وهو إنجاز غير مسبوق يعزز من موقع قناة السويس كبوابة استراتيجية لحركة التجارة العالمية.
تقليل زمن التعطل الملاحي
قال الدكتور هشام عبد اللطيف، أستاذ النقل وهندسة البنية التحتية، إن "الجسر يمثل نقلة نوعية في هندسة الجسور المتحركة في مصر والمنطقة، حيث يعتمد على تقنيات دوران متقدمة تقلل من زمن التعطيل الملاحي، وتعزز من كفاءة النقل متعدد الوسائط".
وأضاف في تصريحات خاصة، "تكامل الجسر مع شبكة السكك الحديدية سيساعد في تقليل الاعتماد على الطرق البرية المكلفة بيئيًا، ويرفع من تنافسية قناة السويس كمركز لوجستي عالمي".
وتابع عبداللطيف أنه من الناحية الاقتصادية متوقع أن يؤدي الجسر:
- تقليص زمن الانتظار في المعابر التقليدية.
- دعم حركة القطارات السريعة والشحن.
- تحسين الربط بين المدن الصناعية والموانئ.
- زيادة جاذبية المنطقة للمستثمرين في قطاعات النقل واللوجستيات.
طريق التحول اللوجستي
يمثل المشروع قفزة تكنولوجية في مجال الجسور المتحركة، ويؤكد عزم الدولة المصرية على تطوير ممر قناة السويس ليكون ليس فقط ممرا مائيا دوليا، بل محورا متكاملا للنقل البري والبحري والخدمات اللوجستية، كما يعكس المشروع توجه مصر نحو الاستفادة من التكنولوجيا الصينية الحديثة في تنفيذ مشروعات عملاقة، بتكلفة أقل وجودة أعلى، وبزمن تنفيذ قياسي، كما
يأتي جسر الدوران الأفقي لقناة السويس كرمز جديد للتعاون المصري الصيني، ولمستقبل واعد تسعى فيه مصر لتكون نقطة الوصل الأهم بين آسيا وأفريقيا.