خبير بهندسة الطرق: جسر قناة السويس الجديد يختصر زمن العبور ويضاعف كفاءة النقل
قال الدكتور عبد الله أبوخضرة، أستاذ هندسة الطرق والنقل والمرور بكلية الهندسة بجامعة بني سويف، إن مشروع جسر الدوران الأفقي الذي يعبر قناة السويس يُعد طفرة هندسية فريدة من نوعها على المستويين الإقليمي والدولي، نظرًا لتقنيته المتقدمة وقدرته غير المسبوقة على الربط بين قارات آسيا وأفريقيا، ودوره الحيوي في تطوير النقل وتعزيز الاستثمار.
منشأة فولاذية عملاقة
وأوضح أبوخضرة في تصريحات خاصة، أن الجسر هو منشأة فولاذية عملاقة صُنعت في الصين بواسطة اتحاد يضم "معهد تشنغدو الدولي التابع لمجموعة مواد البناء الصينية" و"مجموعة جسور الطرق في سيتشوان"، مشيرًا إلى أن المشروع يجسد نقلة نوعية في تصميم الجسور المتحركة على مستوى العالم، حيث يُمكنه إتمام عملية الدوران والإغلاق الكامل خلال 18 دقيقة فقط، ما يسمح بمرور القطارات في وقت قياسي لا يتجاوز 3 دقائق.
وأشار إلى أن الجسر يمثل بديلاً متطورًا لعبارات النقل التقليدية التي تستغرق قرابة 30 دقيقة في الاتجاهين، ما ينعكس إيجابيًا على مضاعفة كفاءة النقل وسعة العبور، لافتًا إلى أن الجسر سيتكامل مع جسر السكك الحديدية بالفردان، ليشكل بذلك أطول جسر سكك حديدية أفقي الدوران في العالم.
وأضاف أبوخضرة أن الأثر التنموي للجسر لا يقتصر على النقل فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، حيث يسهم المشروع في زيادة نقاط الربط بين شرق وغرب قناة السويس، ما يعزز من فرص الاستثمار داخل شبه جزيرة سيناء والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويحفز المستثمرين على ضخ رؤوس أموال جديدة في مشروعات البنية التحتية والصناعات اللوجستية.
خطط التعمير
وأكد أن الجسر الجديد يمثل خطوة استراتيجية نحو تقليل أزمنة التنقل وتعظيم قدرة النقل، فضلاً عن دوره المحوري في دعم خطط الدولة لتعمير سيناء، وزيادة كفاءة الخدمات المقدمة داخلها، وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة، مما يدعم جهود التنمية الشاملة في أحد أهم المناطق الجغرافية والاستراتيجية في مصر.
واختتم أستاذ الطرق والنقل تصريحه بالتأكيد على أن هذا الإنجاز يعكس الرؤية المستقبلية للدولة المصرية في تطوير بنيتها التحتية وتعزيز قدراتها اللوجستية، بما يتماشى مع أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، مشددًا على أهمية استمرار الاستثمار في مثل هذه المشروعات العملاقة لتحقيق التكامل بين النمو الاقتصادي والنقل الذكي.
