خلطتها السرية سبب نجاحها.. مين هي ملكة الفحم في مصر؟

في قرية هادية من قرى الغربية، وسط التراب والدخان، فيه بنت واقفة بإيديها في النار مش بتلعب ولا بتتفرج، دي اللي بتدير كل حاجة.
وشها عليه سواد الفحم، بس اسمها بقى براند بيتطلب من برا مصر.
مين دي؟ وإزاي بنت قدرت تكسر كل القواعد وأطلقوا عليها "ملكة الفحم".
قرية بسيطة اسمها شبرا النملة تبع لطنطا في محافظة الغربية، لو فكرت تزور القرية دي هتشوف بنت واقفة وسط الفحم، لابسة لبس شغل، ووشها عليه تراب، وإيديها مش ناعمة زي باقي البنات
ديانا عبد الله، واحدة من الناس اللي ماخافتش تدخل مجال كله رجالة من وهي طفلة صغيرة كانت بتروح مع والدها مكمورة الفحم، تساعده وتتعلم وتراقب، لحد ما كبرت وبقت هي اللي بتدير وتشرف وتشتغل كمان بإيديها.
رغم إنها خريجة كلية تجارة واشتغلت في شركة كبيرة ووصلت لمنصب كويس، لكن شغفها فضل في المكمورة، في الدخان والتراب، في الخشب اللي بيتحول لفحم بإيديها
ديانا كانت بتخلص شغلها في الشركة الصبح، وتروح بعد الضهر تكمل شغلها في الفحم، كانت شايفة إن الفحم مش بس مصدر رزق، لأ دي صنعة وحب وتاريخ، صنعة ورثتها عن والدها وجده، اللي بيشتغلوا في المجال ده من أكتر من ٤٠ سنة
وهي خدت الصناعة وطورتها، خلتها صديقة للبيئة، وخلت الفحم بتاعها مطلوب مش بس في مصر، ده في الخليج كمان، والناس هناك بيطلبوه بالاسم "فحم ملكة الفحم" والاسم ده على فكرة جه بالصدفة، الهايبر اللي بتتعامل معاه طلب منها لوجو للفحم، فاختارت الاسم كده، ومن هنا والدها قرر إنه يبقى الشعار الرسمي للعيلة.
طبعا الموضوع مكنش سهل عليها خصوصا انها بنت ومن الأرياف عشان كده ناس كتير كانت بتقولها "إزاي بنت تشتغل في الفحم؟" و"الشغل ده للرجالة"، لكن ديانا ما كانتش بتتهز كانت دايمًا بتقول إن الست تقدر تشتغل في أي مجال وتنجح فيه، طالما عندها العزيمة.
واللي ساعدها في ده إن دايما كان وراها ناس بتدعمها والدها، إخواتها، أصحابها، وجوزها اللي عمره ما قالها لأ، ولا حتى لما كانت بترجع البيت ووشها عليه سواد الفحم، بالعكس، كان معاها خطوة بخطوة، لحد ما الحلم بقى حقيقي.
ديانا حتى لما ناس قالولها "قدمي في مسابقة ملكات الجمال"، كانت بتضحك وتقول "أنا ورايا شغل في المكمورة"، لأن هي شايفة إن الجمال الحقيقي في التعب، في الشغل اللي من القلب، في العرق اللي طالع من وسط النار.
والحقيقة إن حلمها زمان كان تبقى مذيعة، بس لما الحلم ده متمش، هي ما وقفتش، بالعكس، قررت تخلق لنفسها مساحة، وعملت مصنع فحم صديق للبيئة، وشاركت فيه أخوها، بعد ما عرفت أضرار المكمورة التقليدية على الطبيعة.
دلوقتي اسم ديانا بقى علامة، "ملكة الفحم" بقت ترند، مش علشان إعلان ولا فيديو، بس علشان التعب الحقيقي والشطارة اللي محدش يقدر يقلدها، والخلطة السرية اللي لحد دلوقتي محدش عارف فيها إيه.