خبراء: نتائج الشركات القوية والطروحات الحكومية تدفع البورصة المصرية نحو مستويات تاريخية

واصلت البورصة المصرية أداءها القوي خلال الأسبوع الماضي، لتؤكد مكانتها كأحد أبرز أسواق المال أداءً في المنطقة، مدعومة بعدة عوامل تتصدرها نتائج أعمال الشركات، والتوزيعات النقدية السخية، واستمرار برنامج الطروحات الحكومية، وفي ظل تحسن شهية المستثمرين، وتوجه المؤسسات المحلية نحو الشراء، ازدادت التوقعات الإيجابية بشأن النصف الثاني من عام 2025، في وقت تسعى فيه الحكومة لتعزيز أدواتها التمويلية وتنويع قاعدة المستثمرين.
توقعات السوق
ووفق بيانات السوق، ربحت الأسهم المصرية نحو 18 مليار جنيه خلال تعاملات الأسبوع، ليصعد رأس المال السوقي إلى 2.411 تريليون جنيه، مقابل 2.393 تريليون جنيه في الأسبوع السابق، وهذه المكاسب تعكس زخماً حقيقياً في قوى الطلب داخل السوق، وتوقعات بمزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب المؤشر الرئيسي من تجاوز مستويات نفسية مهمة.
نتائج مالية قوية
توقع محمد لطفي، خبير أسواق المال، أن يستمر الأداء القوي للشركات المقيدة خلال النصف الثاني من عام 2025، مدفوعاً بنتائج مالية قوية وتوزيعات نقدية سخية، مشيرًا إلى أن المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 قد يتجاوز مستوى 40 ألف نقطة قبل نهاية العام.
وأوضح لطفي أن السوق المصري يتمتع حالياً بزخم استثنائي ناتج عن مجموعة من العوامل الداعمة، في مقدمتها استكمال برنامج الطروحات الحكومية، وتوسيع قاعدة المستثمرين من خلال أدوات جديدة وجاذبة، وهو ما يعزز من ثقة المستثمرين ويدفع بأحجام التداول إلى مستويات أعلى.
الزخم الشرائي
من جانبها، أكدت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن الزخم الشرائي من المستثمرين الأفراد والعرب كان المحرك الأبرز لأداء السوق خلال الأسبوع الماضي، بالتوازي مع الأداء الإيجابي لقطاع البنوك الذي قاد المؤشر الرئيسي نحو مزيد من المكاسب.
وأضافت رمسيس في تصريحات خاصة، أن التوزيعات النقدية المجزية، التي أقرتها بعض الشركات، لعبت دوراً محورياً في دعم ثقة المستثمرين، إلى جانب نتائج الأعمال الإيجابية التي ساعدت في استمرار الاتجاه الصاعد للمؤشرات، مشيرة إلى أن المؤسسات المحلية قامت بعمليات شراء صافية خلال عدة جلسات، وهو ما ساعد على تهدئة تذبذبات السوق وتعزيز استقراره، خاصة في ظل تحركات نشطة لأسهم قطاع الكيماويات التي شهدت انتعاشاً واضحاً بعد موجة من التراجعات.
وفيما يتعلق بتوقعات أداء السوق خلال الأسبوع الجاري، رجحت رمسيس أن تستمر المؤشرات في تحقيق مكاسب جديدة، مرجحة أن يستهدف مؤشر EGX30 مستوى 34,500 نقطة، في حين يواصل مؤشر EGX70 حركته الصعودية متجاوزًا حاجز 10,200 نقطة، مضيفة أن كل مستوى جديد يحققه المؤشر يمثل قاعدة انطلاق لمرحلة صعود جديدة، وأن البورصة المصرية أصبحت خيارًا استثماريًا جاذبًا مقارنة بأدوات الدخل الثابت، لا سيما في ظل استمرار معدلات التضخم المرتفعة، والتي تدفع المستثمرين نحو أدوات ذات عائد أعلى، وعلى رأسها الأسهم.
مستويات تاريخية
مع اقتراب المؤشر الرئيسي من مستويات تاريخية، وزيادة ثقة المستثمرين في قدرة السوق على تحقيق نمو مستدام، تبدو البورصة المصرية مقبلة على مرحلة جديدة من التوسع والنشاط، مدفوعة بقاعدة متينة من النتائج المالية، وجهود حكومية متواصلة لجذب رؤوس الأموال وتعزيز دور السوق في تمويل الاقتصاد.