قفزة غير مسبوقة بـ 150%.. سر الإقبال الكبير من المصريين على العقارات في دبي

عقارات دبي
عقارات دبي

يبرز المستثمرون المصريون كقوة جديدة تعيد تشكيل ملامح سوق العقارات في دبي، وخلال الأشهر الأولى من عام 2025، شهدت دبي قفزة غير مسبوقة في إقبال المصريين على شراء العقارات، بنمو مذهل بلغ 150% مقارنة بالعام السابق.

وهذه الطفرة ليست مجرد أرقام، بل قصة طموح وثقة في سوق يجمع بين الأمان المالي وأسلوب الحياة الفاخر.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض أسباب هذا الإقبال المتزايد، ودور العوامل الاقتصادية والتشريعية في تعزيزه، مع نظرة على التوقعات المستقبلية لهذا الاتجاه الاستثماري الواعد.

دوافع الإقبال المصري على عقارات دبي

ويعود الارتفاع الكبير في استثمارات المصريين في سوق عقارات دبي إلى عدة عوامل اقتصادية وسياسية، أولها، تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، مما دفع العديد من المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة لمدخراتهم.

ووفقًا لتقرير حديث، فإن المصريين حققوا مكاسب بنسبة 51% من استثماراتهم العقارية في دبي بين عامي 2015 و2021، مدفوعة بفروق أسعار العملات، مما يعزز جاذبية هذا السوق كبديل ادخاري مستقر.  

إضافة إلى ذلك، تقدم دبي مزايا فريدة تجعلها وجهة استثمارية مثالية، حيث تتيح سياسات التملك الحر بنسبة 100% للأجانب، وغياب الضرائب على العقارات، فرصًا استثنائية لتحقيق عوائد مرتفعة.

كما أن برنامج الإقامة الذهبية، الذي يمنح إقامة طويلة الأمد لمن يشترون عقارات بقيمة 750 ألف درهم (204 آلاف دولار) أو أكثر، يشكل حافزًا كبيرًا للمستثمرين المصريين الباحثين عن استقرار مالي وتنقل أكبر.  

دور الأسلوب الحياتي والاقتصادي

وتتجاوز جاذبية دبي مجرد الأرقام والتشريعات، فالإمارة، ببنيتها التحتية العالمية المستوى وأسلوب حياتها الفاخر، تمثل مركزًا عالميًا للأعمال والسياحة.

وقال كريستوفر سينا، مدير المبيعات في "بيتر هومز"، إن المستثمرين المصريين يسعون إلى تأمين مستقبلهم في سوق عالمي، مستفيدين من استقرار دبي الاقتصادي وتنوع فرصها، وهذا التوجه يعكس رغبة المصريين ليس فقط في الاستثمار، بل في تبني نمط حياة يجمع بين الرفاهية وسهولة ممارسة الأعمال.  

علاوة على ذلك، تظل دبي ملاذًا آمنًا وسط التقلبات الاقتصادية العالمية، ففي الوقت الذي تواجه فيه أسواق أخرى تحديات مثل الضرائب المرتفعة أو عدم الاستقرار السياسي، تقدم دبي بيئة استثمارية مواتية، مدعومة بتشريعات صارمة تقلل من مخاطر التعثر.  

عقارات دبي
عقارات دبي

تحولات السوق وتوقعات المستقبل

وتشير البيانات إلى أن سوق العقارات في دبي شهد نموًا ملحوظًا في 2025، حيث سجلت مبيعات بقيمة 390.3 مليار درهم خلال الأشهر السبعة الأولى، بنمو 40% مقارنة بالعام السابق.

ومع ذلك، تلوح في الأفق تحذيرات من تباطؤ محتمل في الأسعار بحلول أواخر 2025 و2026، نتيجة زيادة المعروض من الوحدات السكنية.

ووكالة "فيتش" تتوقع تصحيحًا معتدلًا في الأسعار بنسبة 15% خلال الـ18 شهرًا القادمة، مما قد يوفر فرصًا جديدة للمستثمرين المصريين للدخول بسعر أقل.  

ورغم هذه التوقعات، يظل الطلب على العقارات الفاخرة قويًا، حيث تجاوزت المبيعات في هذا القطاع الأرقام القياسية في الربع الثاني من 2025، متحدية التوترات الجيوسياسية، ويبدو أن المستثمرين المصريين، إلى جانب نظرائهم من الهند وبريطانيا وإيطاليا، يواصلون الاستفادة من هذا الزخم، مدفوعين بثقتهم في استقرار السوق وتنوعه.  

تحديات وفرص

وعلى الرغم من الإقبال الكبير، تواجه الاستثمارات العقارية في دبي تحديات مثل تقلبات أسعار العملات وزيادة المعروض المستقبلي، ومع ذلك، فإن التشريعات الداعمة، مثل قوانين حماية المستثمرين، والطلب المستمر من جمهور عالمي، تجعل السوق مرنًا.

وبالنسبة للمصريين، تظل دبي فرصة ذهبية لتحقيق عوائد مالية مستدامة، خاصة مع استمرار التحديات الاقتصادية في السوق المحلي.  

وتشهد دبي طفرة استثمارية مصرية تعكس تحولًا استراتيجيًا في رؤية المستثمرين المصريين، الذين وجدوا في سوق الإمارة ملاذًا آمنًا وواعدًا، وبفضل مزاياها الضريبية، وبرامج الإقامة الذهبية، وأسلوب الحياة العالمي، تظل دبي وجهة لا تضاهى.

ومع توقعات بتصحيح طفيف في الأسعار، قد تتسع الفرص أمام المستثمرين المصريين لتعزيز حضورهم في هذا السوق الحيوي.

تم نسخ الرابط