تباين أداء أسهم الشركات الجديدة.. استقرار الوطنية للطباعة وصعود بنيان للتنمية

شهدت البورصة المصرية في الآونة الأخيرة دخول عدد من الشركات الجديدة إلى سوق التداول، وهو ما ساهم في تنويع أدوات الاستثمار وتعزيز جاذبية السوق أمام شرائح مختلفة من المستثمرين، ومن بين هذه الشركات يبرز كل من الوطنية للطباعة و بنيان للتنمية والتجارة، اللتين طرحتا مؤخرًا للتداول في السوق الرئيسي، حيث استقطبتا اهتمامًا ملحوظًا من المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وبدأت أسهمهما تظهر تباينًا في الأداء يعكس اختلاف طبيعة القطاعين اللذين تنتميان إليهما.

لا يفوتك

الإسكان: طرح جديد لوحدات سكنية من خلال "منصة مصر العقارية" في هذا الموعد

تعاملات سهم الوطنية للطباعة 

أنهى سهم الوطنية للطباعة تعاملاته في جلسة اليوم عند مستوى 22.50 جنيه متراجعًا بنسبة طفيفة بلغت 0.09% مقارنة بالإغلاق السابق، وافتتح السهم الجلسة عند نفس المستوى، بينما تراوح أداؤه بين 22.05 جنيه كأقل سعر و 22.65 جنيه كأعلى سعر، وبلغت كمية التداول على السهم نحو 333.16 ألف سهم بقيمة إجمالية قاربت 7.49 مليون جنيه، وهو ما يعكس استمرار وجود اهتمام ملحوظ بالسهم، رغم محدودية التغيرات السعرية.

ويمتلك السهم رأس مال سوقي يصل إلى نحو 4.76 مليار جنيه، ما يمنحه وزنًا معتبرًا داخل قطاع الطباعة والورق في البورصة المصرية، حيث يتحرك السهم في نطاقات سعرية ضيقة منذ طرحه، ما يشير إلى عمليات تجميع من قبل بعض المستثمرين في انتظار محفزات جديدة أو أخبار جوهرية قد تدفعه إلى مستويات سعرية أعلى.

ويرى محللون أن استقرار أداء السهم يعزز فرصه على المدى المتوسط، خاصة في ظل الطبيعة الدفاعية لقطاع الطباعة والورق، الذي غالبًا ما يتمتع بمرونة نسبية أمام التقلبات الاقتصادية.

تعاملات سهم بنيان

على الجانب الآخر، جاء أداء سهم بنيان للتنمية والتجارة أكثر إيجابية، حيث أنهى تعاملاته على ارتفاع ملحوظ بلغت نسبته 1.62% ليغلق عند مستوى 4.40 جنيه، مقارنة بسعر افتتاح بلغ 4.33 جنيه، وخلال الجلسة، تراوح السهم بين 4.34 جنيه كأدنى سعر و 4.41 جنيه كأعلى مستوى. 

وشهد السهم تداولات نشطة بلغت 2.34 مليون سهم بقيمة إجمالية وصلت إلى 10.24 مليون جنيه، ما يعكس إقبالًا قويًا من جانب المتعاملين، خاصة في ظل رأس مال سوقي يقدر بنحو 7.28 مليار جنيه.

توقعات الخبراء 

ويرى مراقبون أن هذا النشاط يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة وقدرتها على تعزيز مركزها داخل السوق، خاصة أن السهم أظهر مرونة واضحة منذ الطرح واستطاع أن يحافظ على نطاقات سعرية متماسكة مدعومة بأحجام تداول قوية.
ويشير المحللون إلى أن المستثمرين يتعاملون مع السهمين بمنطق مختلف؛ حيث ينظر إلى الوطنية للطباعة كسهم مستقر يميل إلى التجميع التدريجي وانتظار محفزات مستقبلية، في حين يُنظر إلى بنيان للتنمية والتجارة كسهم أكثر نشاطًا وسيولة، ما يجعله جاذبًا للمتداولين الباحثين عن فرص أسرع في الأجل القصير.

ومع استمرار التوجه الحكومي نحو تشجيع الطروحات العامة وتوسيع قاعدة الشركات المدرجة، من المتوقع أن تظل أسهم الشركات الجديدة مثل "الوطنية للطباعة" و"بنيان للتنمية والتجارة" تحت المجهر خلال الفترة المقبلة.

كما يُتوقع أن يحدد توازن العرض والطلب، إلى جانب الأخبار الجوهرية الخاصة بالشركتين، مسار الأسهم بشكل أكبر، وهو ما يجعل المستثمرين في حالة ترقب دائم للجلسات القادمة التي قد تحمل فرصًا استثمارية واعدة.

طروحات الحكومة

خلال الفترة الأخيرة، شهدت البورصة المصرية طرح عدد من الشركات الجديدة بهدف تعميق السوق وزيادة السيولة، وكان من أبرزها إدراج شركتي الوطنية للطباعة وبنيان للتنمية والتجارة، حيث يعكس الطرحان توجه الدولة لتعزيز دور سوق المال كمنصة رئيسية للتمويل والاستثمار.

وتعمل الوطنية للطباعة في قطاع الطباعة والورق، وهو قطاع إنتاجي مستقر يشهد طلبًا متواصلًا، بينما تنشط بنيان في مجالات التنمية والتجارة بما يمنحها مرونة وقدرة على النمو المتوازن، ويُنظر إلى إدراج الشركتين باعتباره خطوة تدعم التنوع القطاعي في البورصة وتجذب شرائح جديدة من المستثمرين المحليين والأجانب، في ظل سعي الحكومة إلى تهيئة بيئة استثمارية جاذبة وزيادة عمق السوق عبر طروحات تعكس كفاءة الشركات المدرجة وقدرتها على الاستمرار والتوسع.