خبير: البورصة المصرية على أعتاب مرحلة جديدة بانتظار تنفيذ برنامج الطروحات

شهدت البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة حالة من التباين في أداء مؤشرات السوق، حيث تفوقت مؤشرات الأسهم الصغيرة والمتوسطة مثل EGX70 و EGX100 على المؤشر الرئيسي EGX30، وهو ما يعكس تغيرات واضحة في هيكل التعاملات، وتزايد حصة الأفراد في التداولات على حساب المؤسسات، وهذا المشهد يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل السوق، ودور الطروحات الحكومية والخاصة في استعادة التوازن وجذب سيولة جديدة.
وتسعى الحكومة المصرية خلال المرحلة المقبلة لتعزيز نشاط سوق المال عبر برنامج طروحات موسع، في ظل التوجه لزيادة معدلات الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوسيع قاعدة الملكية للشركات، بما يساهم في رفع كفاءة السوق وتحقيق عمق أكبر في السيولة.
الطروحات الحكومية
وقال وائل عنبة، خبير أسواق المال، إن البورصة المصرية تحتاج إلى طروحات عملاقة سواء من جانب الشركات الحكومية أو القطاع الخاص، بهدف جذب مستثمرين جدد محليين وأجانب، مشيرًا إلى أن الطروحات الأخيرة اقتصرت على القطاع الخاص وكانت لشركات متوسطة الحجم.
وأضاف عنبة أن تفوق مؤشر EGX100 مقارنة بمؤشر EGX30 يعود إلى اعتماد الأخير بشكل أساسي على استثمارات المؤسسات، بينما يتركز نشاط المستثمرين الأفراد على أسهم مؤشري EGX100 وEGX70، موضحًا أن الأفراد يمثلون أكثر من 60% من أحجام التداول ويميلون إلى المضاربة على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ما أدى إلى صعود قوي في المؤشرات الخاصة بهم.
وأكد أن خفض الفائدة المتتالي يفتح الباب أمام دخول شرائح جديدة من المستثمرين للبورصة، لافتًا إلى أن كل خفض بمقدار 1% في أسعار الفائدة يوفر على الحكومة نحو 60 مليار جنيه في خدمة الدين، وهو رقم يفوق بكثير ما يمكن أن تحققه زيادة أسعار الكهرباء، ما يعزز من فرص تقليص عجز الموازنة وتحسين بيئة الاستثمار في السوق المصرية.
تعاملات البورصة المصرية اليوم
سجلت البورصة المصرية خلال جلسة الأحد قيمة تداول بلغت نحو 4.3 مليار جنيه، فيما ارتفع رأس المال السوقي بنحو 21 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 2.508 تريليون جنيه، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في شهية المستثمرين واستمرار تدفق السيولة داخل السوق، وهذا الأداء يعزز من توقعات المحللين بقدرة البورصة على استقطاب مزيد من الاستثمارات حال الإعلان عن طروحات جديدة كبرى، سواء من جانب الحكومة أو القطاع الخاص.