سر نجيب ساويرس للنجاة من الأزمات.. لماذا الكاش هو ملك الاستثمار؟

في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والإقليمية التي تشهدها عام 2025، أصبحت نصائح رجال الأعمال البارزين أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومن بين هؤلاء، يبرز الملياردير المصري نجيب ساويرس، الذي أكد في تصريحاته الأخيرة على ضرورة الاحتفاظ بجزء كبير من السيولة النقدية (الكاش) ضمن المحفظة الاستثمارية.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض لماذا نصح نجيب ساويرس بالاحتفاظ بالكاش في المحفظة الإستثمارية؟، وما الهدف وراء ذلك.
دور نجيب ساويرس في عالم الاستثمار؟
ونجيب ساويرس، البالغ من العمر 71 عامًا، هو أحد أبرز رجال الأعمال في الشرق الأوسط، ورئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم القابضة للاستثمار، ويقدر صافي ثروته بحوالي 9.25 مليار دولار أمريكي اعتبارًا من أغسطس 2025، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، حيث يأتي في المرتبة الثانية بين أغنى المصريين بعد شقيقه ناصف ساويرس.
وبدأ ساويرس مسيرته في أوائل الثمانينيات داخل مجموعة أوراسكوم العائلية، التي أسسها والده أونسي ساويرس، ووسع نطاقها إلى قطاعات الاتصالات، التعدين، والعقارات.
وفي عام 2011، حقق صفقة تاريخية ببيع حصته في أوراسكوم تليكوم مقابل أكثر من 4 مليارات دولار، مما سمح له ببناء محفظة استثمارية متنوعة تشمل الذهب من خلال شركة لا مانشا ريسورسز، والعقارات في مصر والإمارات.

وفي عام 2025، شهدت ثروة ساويرس ارتفاعًا بنسبة 30% تقريبًا، مدعومًا بارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوياته، لكنه لم يتوقف عن تقديم نصائح استثمارية مبنية على تجربته الطويلة.
ويعرف ساويرس بآرائه الجريئة حول الاقتصاد المصري، حيث دافع عن سياسات الإصلاح مثل تعويم الجنيه وخفض الدعم، معتبرًا إياها خطوات ضرورية للاستقرار، ومع ذلك، فإن نصيحته بالاحتفاظ بالكاش تعكس حذرًا من المخاطر المحتملة.
لماذا يعتبر الكاش "ملاذًا آمنًا"؟
وعام 2025 يشهد تحديات اقتصادية معقدة، بما في ذلك استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ارتفاع أسعار الطاقة، والتضخم الناتج عن اضطرابات سلاسل التوريد، وفي مصر، أدى تعويم الجنيه في 2024 إلى ارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من 50 جنيهًا قبل أن ينخفض تدريجيًا إلى ما يقارب 48 جنيهًا، مما زاد من تكاليف الاستيراد وأثر على القدرة الشرائية.
كما أن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 30% منذ بداية العام، بينما يتوقع الخبراء انخفاضًا في أسعار العقارات بسبب الركود.
وفي هذا السياق، يرى ساويرس أن الاحتفاظ بالكاش ليس مجرد توفير، بل هو أداة للاستفادة من الفرص.
وفي تصريحاته في أحد البرامج التلفزيونية، أوضح ساويرس: "العقل يقول قسم الفلوس ربع ذهب، وربع عقارات، وربع سندات، وربع كاش علشان الظروف".
وهذه النصيحة تأتي في وقت يتوقع فيه الاقتصاديون ركودًا محتملًا في الأسواق الناشئة، حيث يمكن للكاش أن يحمي المستثمرين من الخسائر الناتجة عن الهبوط المفاجئ في الأسعار.
وعلى سبيل المثال، أشار ساويرس إلى أن السيولة النقدية تسمح بالدخول في صفقات مغرية عند انخفاض الأسعار، مثل شراء عقارات أو أسهم بأسعار منخفضة.
وشدد ساويرس على الحفاظ على 25-30% من المحفظة ككاش، معتبرًا إياه "المنقذ في الأزمات".
التنويع مع التركيز على السيولة النقدية
والنصيحة الأساسية من ساويرس هي التنويع، لكن مع تخصيص ربع من الفائض المالي للكاش، وفي مداخلته الهاتفية الأخيرة، قال: "يجب تقسيم الفوائض المالية إلى 4 أجزاء: ربع في الذهب للحماية من التضخم، ربع في العقارات للعائد طويل الأمد، ربع في السندات أو الشهادات البنكية للدخل الثابت، وربع كاش للاستعداد للظروف غير المتوقعة".
وهذا النهج يعكس خبرة ساويرس في إدارة المخاطر، حيث يحتفظ هو نفسه بجزء كبير من ثروته في السيولة النقدية، تصل إلى 6.33 مليار دولار وفقًا لبلومبرغ.
لماذا الكاش تحديدًا؟
والاحتفاظ بالكاش يوفر مرونة في ظل التقلبات، مثل انخفاض أسعار العقارات بنسبة 20% في بعض المناطق المصرية بسبب الركود.
كما يحمي من التضخم الذي يأكل القيمة الشرائية، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة إلى 27% في مصر، في حين يتيح استغلال الفرص، كما حدث في صفقات ساويرس السابقة في الاتصالات.
ونصيحة نجيب ساويرس بالاحتفاظ بربع المحفظة ككاش ليست مجرد توصية، بل استراتيجية مدعومة بتجربة تزيد عن 40 عامًا في عالم الاستثمار، ومع توقعات بمزيد من التقلبات في 2025، مثل تأثير سياسات ترامب على الأسواق الناشئة، يبدو الكاش كأداة أساسية للمرونة والحماية.