مها بليغ: بحوث التسويق العقاري أصبحت أداة لتوجيه العملاء للاستثمار طويل الأجل

أكدت مها بليغ، رئيس قطاع التحليلات بمجموعة أوراسكوم القابضة، أن الفترة الأخيرة شهدت توسعًا ملحوظًا في الاعتماد على بحوث التسويق العقاري، بعد أن كان هذا الجانب مهملًا لفترة طويلة، وهو ما ترتب عليه ضعف وعي بعض المستثمرين بأهمية الاستثمار طويل الأجل.
وأوضحت بليغ في أول جلسات اليوم الثاني من فاعليات معرض سيتي سكيب، أن هذه البحوث لم تعد مجرد أداة نظرية، بل أصبحت عنصرًا عمليًا وفعّالًا تستخدمه الشركات العقارية لتوضيح الرؤية للعملاء ومساعدتهم على اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية وتحليلية، بدلًا من الاعتماد فقط على التوجهات اللحظية أو السعي وراء أرباح سريعة.
وأضافت أن فهم طبيعة العميل أصبح من أهم العوامل التي تساهم في نجاح الشركات العقارية، لافتة إلى أن السوق يضم أنماطًا مختلفة من العملاء تختلف أولوياتهم بين الاستثمار في السكني أو الإداري أو التجاري، مؤكدة أن الشركات التي تستطيع قراءة احتياجات العميل بدقة هي الأكثر قدرة على تحقيق النجاح والاستمرارية في ظل المنافسة المتزايدة.
وشددت بليغ على أن هناك مجموعة من العوامل الحاكمة لكيفية الاستثمار العقاري، أبرزها جدية العميل، جدية الشركات المطورة، وأيضًا طبيعة المنافسة في السوق، مؤكدة أن العلاقة بين المستثمر والشركة لا يمكن أن تقوم فقط على البيع والشراء، وإنما على بناء ثقة وشراكة طويلة المدى.
كما لفتت إلى أن التكنولوجيا أصبحت ركنًا أساسيًا في هذا المجال، حيث توفر للشركات إمكانية تسجيل بيانات العملاء وتحليل خلفياتهم الاستثمارية (Background)، وهو ما يساعد في تصميم منتجات عقارية أكثر دقة تتماشى مع تطلعات العملاء وقدراتهم المالية، مضيفة أن استخدام البيانات والتحليلات الذكية سيصبح في المرحلة المقبلة أداة محورية لإدارة السوق بشكل أكثر كفاءة.
وأكدت أن تكامل التحليلات والتكنولوجيا مع فهم سلوك العملاء هو السبيل الأمثل لبناء قطاع عقاري أكثر استدامة، مشيرة إلى أن الاستثمار في هذا القطاع لا ينبغي أن يكون قصير الأجل، بل يتطلب رؤية واضحة وخططًا تمتد لسنوات من أجل ضمان عوائد مستقرة وقيمة مضافة للاقتصاد.