هل يتوقف صعود الذهب الجنوني؟.. 4 سيناريوهات صادمة قد تغير السوق في 2025

في ظل الارتفاع الجنوني لـ أسعار الذهب خلال عام 2025، حيث تجاوز سعر الأونصة 3,759 دولارًا أمريكيًا اليوم الأحد 28 سبتمبر، يبدو السوق في قمة التفاؤل، حيث شهد الذهب زيادة بنسبة تزيد عن 38% منذ بداية العام، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية، الطلب القوي من البنوك المركزية، وتوقعات التضخم المستمر، ومع ذلك، فإن هذا الصعود ليس خاليًا من المخاطر.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض السيناريوهات المحتملة التي قد توقف هذه الرالي، وفقًا لتوقعات كبرى المؤسسات الدولية.
الاتجاه الحالي لأسعار الذهب
وبدأ عام 2025 بقوة لسوق الذهب، حيث ارتفع السعر من حوالي 2,624 دولارًا في يناير إلى مستويات قياسية جديدة، ووفقًا لتقرير جولدمان ساكس، يعزى هذا الارتفاع إلى تحول هيكلي في الطلب من البنوك المركزية، التي اشترت أكثر من 900 طن في الربع الثالث، بالإضافة إلى تدفقات الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة (ETFs).
كما ساهمت السياسات التجارية الأمريكية، بما في ذلك التعريفات الجمركية المقترحة، في تعزيز الذهب كملاذ آمن، وفي تقرير جي.بي. مورجان لسبتمبر 2025، يتوقع أن يصل السعر إلى 3,675 دولارًا بحلول الربع الرابع، مدعومًا بمخاوف الركود والتضخم.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا الصعود "الجنوني" قد يواجه عقبات، حيث يشير تقرير مجلس الذهب العالمي لمنتصف العام (15 يوليو 2025) إلى أن الذهب حقق 26 قمة تاريخية جديدة في النصف الأول، لكنه قد يتراجع بنسبة 12-17% في النصف الثاني إذا تحسنت الظروف الاقتصادية.
وهذه الرؤية تؤكد أن الصعود ليس مضمونًا، وأن عوامل متعددة قد تحول دون استمراره.
السيناريو الأول: ارتفاع أسعار الفائدة وتعزيز الدولار الأمريكي
ويعد ارتفاع أسعار الفائدة أحد أبرز التهديدات لصعود الذهب، حيث يجعل الحيازات غير المدرة للدخل أقل جاذبية، وفي سيناريو يتوقعه خبراء جولدمان ساكس، إذا حافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة مرتفعة أو رفعتها لمواجهة التضخم "اللزج"، قد ينخفض سعر الذهب إلى 3,060 دولارًا بحلول نهاية العام.
وهذا السيناريو يعتمد على بيانات مكتب الإحصاءات العمالية الأمريكية، التي أظهرت تضخمًا بنسبة 2.7% في يوليو 2025، أعلى من الهدف البالغ 2%.
كما يلعب الدولار الأمريكي دورًا حاسمًا، في حين حذر تقرير حديث من أن تعزيز الدولار – ربما بسبب سياسات ترامب التجارية – قد يضغط على الذهب، الذي يسعر بالدولار، وفي حال ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 5%، كما حدث في 2022، قد يتراجع الذهب بنسبة 10-15%.
وهذا السيناريو يتفاقم إذا أدى الاقتصاد الأمريكي إلى إضافة وظائف قوية، مما يقلل من الحاجة إلى الملاذات الآمنة.

السيناريو الثاني: تحسن الظروف الاقتصادية العالمية وانخفاض المخاطر
وفي عالم يتسم بالاستقرار، يفقد الذهب بريقه كأصل دفاعي، حيث يصف تقرير مجلس الذهب العالمي سيناريو "النمو المشجع" حيث يرتفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي فوق التوقعات، مما يدفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى الأعلى.
وهنا قد يتراجع الذهب بنسبة 12% في النصف الثاني من 2025، مسجلاً عوائد أحادية الأرقام فقط، أما الجيوسياسية، فإن حل النزاعات – مثل تلك في الشرق الأوسط أو أوكرانيا – قد يقلل الطلب على الذهب.
ووفقًا لـ CBS News، إذا هدأت التوترات بين الولايات المتحدة والصين، أو نجحت جهود السلام، قد ينخفض السعر إلى 3,200 دولارًا، وهذا السيناريو غير مرجح حاليًا، لكنه يعتمد على اتفاقيات تجارية ناجحة، كما يشير تقرير رويترز، الذي يناقش كيف أن التعريفات الحالية تدفع الذهب صعودًا، لكن الحلول قد تعكس الاتجاه.
السيناريو الثالث: انخفاض الطلب الاستثماري وارتفاع تكاليف الإنتاج
ويعتمد صعود الذهب جزئيًا على الطلب الاستثماري، الذي شهد تدفقات قوية في ETFs، ولكن تقرير رويترز يشير إلى انخفاض الطلب على المجوهرات بنسبة 14% في الربع الثاني من 2025، بسبب الأسعار المرتفعة، مما يحد من الدعم الفيزيائي.
وإذا تباطأ شراء البنوك المركزية، الذي بلغ 710 طنًا في الربع الثالث، أو انسحب المستثمرون نحو الأسهم، قد يتوقف الرالي، وبالإضافة إلى ذلك، يحذر تقرير InvestingHaven (15 من مخاطر الإفراط في الشراء، حيث تشير المؤشرات الفنية إلى إرهاق السوق.
وفي حال انخفض الطلب الاستثماري بنسبة 20%، كما في 2022، قد ينخفض السعر إلى 3,200-3,400 دولار، كما أن التقدم التكنولوجي في التعدين، قد يزيد العرض، مما يضغط على الأسعار.
السيناريو الرابع: مخاطر السياسة النقدية والعجز المالي
وتشكل السياسات النقدية تهديدًا كبيرًا، وفي تقرير جولدمان ساكس، إذا تعرضت استقلالية الاحتياطي الفيدرالي للخطر بسبب تدخلات حكومية، قد يرتفع الذهب إلى 5,000 دولار، لكن العكس – استقرار السياسة – قد يوقف الصعود.
كما يشير تقرير CME Group إلى أن العجز المالي الأمريكي (7% من الناتج المحلي) يدعم الذهب حاليًا، لكن خفض الإنفاق الحكومي قد يعزز الدولار ويضعف الذهب.
وبالمثل، يحذر تقرير CPM Group، من أن سياسات ترامب التقشفية قد تؤدي إلى ركود مبكر، لكن إذا نجحت في تعزيز النمو، سينخفض الذهب.
وهذا السيناريو يعتمد على بيانات الاحتياطي الفيدرالي، التي تتوقع خفضًا بنسبة 100 نقطة أساس، لكن التأجيل قد يغير المعادلة.
ورغم الإيجابيات، تشير التحليلات إلى أن صعود الذهب الجنوني قد يتوقف إذا تحققت أي من هذه السيناريوهات، مما يؤدي إلى تراجع بنسبة 10-20%، ومع ذلك، يظل الاتجاه العام صعوديًا، مع توقعات تصل إلى 4,000 دولار بحلول منتصف 2026.