زيارة رئيس الإمارات لمصر.. لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وترسيخ التعاون الاقتصادي

تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مصر ولقاؤه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في توقيت بالغ الأهمية يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحرص القيادتين على البناء على ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية، والزيارة تمثل تأكيدًا على الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع القاهرة وأبوظبي، كما أنها تفتح آفاقًا جديدة لمزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري.
مؤشرات التعاون الاقتصادي
قال الدكتور محمد كمال، الخبير الاقتصادي، إن الزيارة تأتي في ظل قفزة كبيرة في مؤشرات التعاون الاقتصادي بين مصر والإمارات، حيث أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع الصادرات المصرية إلى الإمارات إلى 4.1 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، مقابل 1.7 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2024، بنسبة زيادة بلغت 141.2%.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس" أن هذه الطفرة تعكس نجاح الشراكات الاقتصادية القائمة بين البلدين وفتح أسواق أوسع أمام المنتجات المصرية.
وأشار كمال إلى أن صادرات مصر إلى الإمارات خلال الفترة الأخيرة تركزت في خمس سلع رئيسية، أبرزها اللؤلؤ والأحجار الكريمة والحُلي بقيمة 3.4 مليار دولار، يليها الأجهزة الكهربائية والخضر والفواكه والمنتجات الغذائية والسيارات والجرارات، موضحًا أن هذا التنوع في الصادرات يعكس تطورًا في القاعدة الإنتاجية المصرية وزيادة قدرتها على المنافسة.
وأضاف أن قيمة التبادل التجاري الكلي بين البلدين ارتفعت لتسجل 5.4 مليار دولار من يناير حتى يوليو 2025، مقابل 3.2 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2024 بنسبة نمو 71%.
وأكد كمال أن استمرار التنسيق المصري الإماراتي يفتح الباب أمام شراكات جديدة للقطاع الخاص في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، وهو ما يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، ويعزز قدرة الاقتصاد المصري على جذب استثمارات نوعية ورفع معدلات الصادرات.
خطوة محورية
من جانبه، قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن زيارة رئيس الإمارات لمصر تمثل خطوة محورية لترسيخ العلاقات بين البلدين وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الممتدة، موضحًا أن مصر والإمارات شريكان رئيسيان في المنطقة تربطهما اتفاقيات استراتيجية في قطاعات حيوية، مشيرًا إلى أن الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المشتركة التي انعقدت في فبراير الماضي أسست لإطلاق مفاوضات حول اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، تستهدف رفع التبادل التجاري وتعزيز التعاون في مجالات الابتكار والطاقة والصناعة.
وأضاف غراب أن الإمارات تعد المستثمر الأول في السوق المصرية، لا سيما بعد إطلاق مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة باستثمارات تقدر بنحو 35 مليار دولار، مؤكدًا أن أكثر من ألفي شركة إماراتية تعمل حاليًا في مصر في قطاعات الاتصالات والسياحة والقطاع المالي والعقاري بجانب الزراعة والأدوية.
كما لفت إلى أن مصر تعد خامس أكبر شريك تجاري عربي للإمارات في التجارة غير النفطية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 5.5 مليار دولار خلال العام الماضي.
وشدد غراب على أن هذه الزيارة ستسهم في توسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين القاهرة وأبوظبي، من خلال تشجيع دخول شراكات صناعية مشتركة بين القطاعين الخاصين في البلدين، بما يعزز فرص العمل ويزيد من القيمة المضافة للاقتصادين المصري والإماراتي معًا.