باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية

منتج زراعي مصري يكتسح أسواق العالم.. "الذهب الأصفر" الذي تتهافت عليه أوروبا

الليمون الأضاليا
الليمون الأضاليا

في عالم الزراعة الذي يواجه تحديات المناخ والاقتصاد العالمي، يبرز الليمون الأضاليا المصري كقصة نجاح ملهمة، وهذا النوع الفريد، المزروع في أحضان دلتا النيل، أصبح ركيزة أساسية في سلة الصادرات الزراعية المصرية، محققًا غزوًا سريعًا لأسواق أوروبا بفضل جودته العالية ومذاقه المنعش.

وتعكس هذا الثمرة البسيطة قوة الابتكار المصري، حيث ساهمت التحسينات في الإنتاج واللوجستيات في تعزيز الاقتصاد الوطني.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل هذا النجاح، لنكشف كيف تحول الليمون الأضاليا إلى قوة اقتصادية عابرة للقارات.

ما هو الليمون الأضاليا المصري؟

والليمون الأضاليا، هو سلالة محسنة نشأت أصلاً في شمال الصين لكنها تكيفت تمامًا مع التربة الخصبة والمناخ الدافئ في مصر، حيث يتميز بشكله البيضاوي الكبير، وقشرته السميكة الصفراء اللامعة التي تحمي الثمرة أثناء النقل الطويل، ولحمته الغنية بالعصير الحامض المنعش مع قلة البذور.

وهذه الخصائص تجعله مثاليًا للتصدير، خاصة مقارنة بالليمون البلدي الذي يفضله المصريون لنكهته القوية، بينما يناسب الأضاليا الاستخدامات الأوروبية في المشروبات والأطباق الخفيفة بفضل حموضته الأقل حدة.

ومن الناحية الغذائية، يعد مصدرًا غنيًا بفيتامين C الذي يعزز المناعة ويحمي من الأنيميا، بالإضافة إلى البوتاسيوم الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم.

وفي مصر، يزرع على مسافات 3.5 إلى 4.5 أمتار بين الأشجار، مما يتيح إنتاجًا يصل إلى 20-25 طنًا للهكتار سنويًا.

ووفقًا لتقرير صادر في سبتمبر 2025، بلغ الإنتاج الإجمالي لليمون المصري 3.5 مليون طن في موسم 2024-2025، مع تركيز 70% منه على الأضاليا لأغراض التصدير.

إحصائيات تصدير الليمون الأضاليا المصري 2024-2025

وشهد موسم 2024-2025 قفزة ملحوظة في صادرات الليمون الأضاليا، حيث بلغت 147 ألف طن من الليمون بشكل عام، مع نسبة 80% منها الأضاليا، بعائدات تصل إلى 65 مليون دولار، وهذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 21% عن الموسم السابق، مدعومًا بتحسينات في محطات الفرز والتعبئة التي تضمن مطابقة المعايير الأوروبية لعدم احتواء بقايا المبيدات.

وفي الفترة من نوفمبر 2024 إلى يونيو 2025، شحنت مصر 3.8 ألف طن إلى أمريكا الجنوبية وحدها، بقيمة 3.6 مليون دولار، لكن التركيز الرئيسي يبقى على أوروبا، التي تستقبل 40% من الإجمالي أي حوالي 60 ألف طن.

الليمون الأضاليا
الليمون الأضاليا

والسعودية تأتي في المقدمة بنسبة 50%، تليها روسيا بـ10 آلاف طن، ثم أوروبا الشرقية وأسواق آسيا الشرقية، ومع ذلك، يتوقع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أن يصل الإجمالي إلى 100 ألف طن بحلول نهاية 2025، مع توسع في أسواق مثل بولندا وهولندا.

وهذه الأرقام، المستمدة من هيئة الرقابة على الصادرات والواردات في سبتمبر 2025، تؤكد مكانة مصر كأحد أكبر المصدرين العالميين للموالح.

غزو أسواق أوروبا

وتمثل السوق الأكثر جاذبية لليمون الأضاليا المصري، حيث يفضل لقشره السميك الذي يحافظ على الانتعاش أثناء الشحن البحري الطويل، وفي 2025، زادت الشحنات إلى إيطاليا، ألمانيا، وبلجيكا بنسبة 15%، مدعومة باتفاقيات تجارية جديدة تقلل الرسوم الجمركية.

ويباع بسعر يبدأ من 930 دولارًا للطن في المحطات المصرية، ويصل إلى 1200 دولار في الأسواق الأوروبية، مما يعزز الربحية للمزارعين، في حين أن الطلب الأوروبي مدفوع بزيادة الوعي الصحي بعد جائحة كوفيد-19، حيث يستخدم في المشروبات الوظيفية والمنتجات العضوية.

وأصبحت مصر المورد الثاني لليمون في أوروبا الشرقية، متجاوزة إسبانيا في بعض الأسواق بفضل التكلفة المنخفضة والجودة العالية.

وشركات مثل "هيتاك تريدينج" و"مصر الدولية للتصدير" تقود هذا الغزو، مع شحنات أسبوعية تصل إلى 500 طن إلى روتردام وهامبورغ.

واستثمرت الحكومة في 480 هكتارًا جديدة لزراعة الموالح في الواحات، مع خطط لـ600 هكتار إضافية في 2025، بالإضافة إلى برامج تدريب للمزارعين على الزراعة المستدامة.

كما تعززت الشراكات مع الاتحاد الأوروبي لضمان الامتثال لمعايير السلامة الغذائية، مما يقلل من مخاطر الرفض في الموانئ الأوروبية.

فرص عالمية وتوسع

ومع اقتراب نهاية 2025، يتوقع الخبراء أن يصل تصدير الليمون الأضاليا إلى 150 ألف طن، مع تركيز على المنتجات المصنعة مثل العصائر المركزة، التي تشهد نموًا بنسبة 5.8% في أوروبا.

ويعد هذا النجاح نموذجًا للزراعة المصرية، حيث يساهم في توفير فرص عمل لـ500 ألف مزارع وتعزيز الاقتصاد الوطني، كما يفتح آفاقًا لتوسع في أسواق أفريقيا والشرق الأوسط، مدعومًا بتقنيات الري الحديثة لمواجهة التغيرات المناخية.

تم نسخ الرابط