توقعات باستمرار الأداء الإيجابي للبورصة المصرية مع تحسن السيولة والاستثمار المؤسسي

أنهت البورصة المصرية تعاملات جلسة أمس الأربعاء على صعود جماعي قوي للمؤشرات الرئيسية، مدفوعة بعمليات شراء مكثفة من المتعاملين المصريين والأجانب، وسط تفاؤل متزايد بشأن تحسن السيولة وزيادة نشاط المؤسسات المحلية خلال الربع الأخير من عام 2025، حيث شهدت الجلسة اليوم بقيم التداول التي تجاوزت 13.4 مليار جنيه، بدعم من تنفيذ صفقتين كبيرتين على سهمي البنك التجاري الدولي–مصر (CIB) والوطنية للصلب – عتاقة، ما ساهم في رفع مستويات السيولة اليومية بالسوق إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الشهر الجاري.
تعاملات المستثمرين
أظهرت بيانات البورصة أن المتعاملين المصريين والأجانب اتجهوا إلى الشراء خلال الجلسة، في حين مالت تعاملات المستثمرين العرب نحو البيع لجني الأرباح بعد موجة ارتفاعات سابقة، ويعكس هذا الاتجاه عودة الثقة التدريجية في السوق المحلية مع تحسن التوقعات الاقتصادية وتراجع الضغوط التضخمية.
الطروحات تحفز الأداء
قال حسام عيد، خبير أسواق المال، إن أداء البورصة اليوم يمثل “إشارة إيجابية قوية على استعادة التوازن والسيولة المؤسسية”، لافتًا إلى أن تنفيذ صفقات كبرى على الأسهم القيادية يعكس عودة الاهتمام المؤسسي بالسوق المصرية، خصوصًا من الصناديق المحلية وبعض المستثمرين الأجانب الذين بدأوا في إعادة بناء مراكزهم تدريجيًا.
وأضاف عيد في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس" أن البورصة تستفيد من توقعات استمرار استقرار سعر الصرف وانخفاض معدلات التضخم إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عام، ما يخلق مناخًا مواتيًا لعودة الاستثمارات طويلة الأجل، مشيرًا إلى أن المؤشر الرئيسي قد يختبر مستوى المقاومة 38 ألف نقطة خلال الأسابيع المقبلة.
وتابع الخبير قائلاً إن الطروحات الحكومية المرتقبة خلال الربع الأخير من العام الجاري ستلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز عمق السوق وجذب مستثمرين جدد، خاصة في ظل التحسن الملحوظ في أداء الشركات المدرجة وارتفاع معدلات النمو في قطاعات البنوك والطاقة والبنية التحتية.
توقعات المرحلة المقبلة
وأشار محللون إلى أن استمرار حالة الزخم في السوق مرهون بوضوح الرؤية بشأن أسعار الفائدة خلال الاجتماعات القادمة للبنك المركزي، حيث يتوقع العديد من المستثمرين خفضًا تدريجيًا في أسعار الفائدة ما قد يدعم الاتجاه الصاعد للأسهم ويزيد من جاذبيتها مقارنة بالأدوات الادخارية.
كما توقع الخبراء أن تشهد أسهم الخدمات المالية غير المصرفية والعقارات نشاطًا متزايدًا خلال الفترة المقبلة، مع تحسن بيئة التمويل وارتفاع الطلب على الاستثمار المؤسسي.
ويؤكد الأداء الإيجابي للبورصة اليوم أن السوق المصرية تسير في مسار استقرار تدريجي بعد فترة من التذبذبات، بدعم من الإصلاحات الاقتصادية الجارية وتنامي ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في متانة الاقتصاد الوطني.