باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية

قمة شرم الشيخ 2025.. كيف أنقذ السلام في غزة الاقتصاد العالمي من الانهيار؟

قمة السلام في شرم
قمة السلام في شرم الشيخ

في لحظة تاريخية شهدتها مدينة شرم الشيخ الساحلية اليوم، أعلن العالم عن نهاية حرب غزة التي امتدت لأكثر من عامين، عقب قمة السلام الدولية التي رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحضر القمة قادة أكثر من 31 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمراء ووزراء من الخليج والأوروبيين. 

ومع توقيع "إعلان ترامب للسلام والازدهار"، يفتح العالم صفحة جديدة للاستقرار الإقليمي، لكن السؤال الكبير يبقى: ما معنى هذا السلام للاقتصاد العالمي في ظل الاضطرابات التي خلقتها الحرب؟.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض التفاصيل والتأثيرات الاقتصادية المحتملة.

من النزاع إلى الاتفاق التاريخي

وبدأت حرب غزة في أكتوبر 2023، مسببة خسائر بشرية هائلة بلغت أكثر من 67 ألف قتيل فلسطيني، وتدميرًا اقتصاديًا يقدر بمليارات الدولارات، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، أدت الحرب إلى تعطيل 90% من الاقتصاد الفلسطيني، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 35% في 2024 وحدها. 
أما على الصعيد الإقليمي، فقد أثرت على مصر وقطر وتركيا كوسطاء، وأثارت مخاوف عالمية بشأن تدفقات الطاقة والأمن الغذائي، حيث عقدت قمة شرم الشيخ أمس الإثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الشامل.

وشمل الاتفاق تبادل الرهائن (20 رهينة إسرائيليًا مقابل 2000 معتقل فلسطيني)، انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من غزة، ودخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا.

ووقع الإعلان الرئيسي السيسي، ترامب، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع تأييد من قادة مثل الملك عبد الله الثاني من الأردن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وغاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن إسرائيل أكدت التزامها بالمرحلة الأولى من "خطة ترامب" المكونة من 20 نقطة، التي تشمل حكمًا انتقاليًا دوليًا لغزة وإعادة إعمار بقيمة 50 مليار دولار.

ووصف ترامب القمة بـ"أعظم إنجازاته"، مشيرًا إلى أنها "تؤكد اتحاد العالم حول السلام"، أما الرئيس السيسي، فقد أكد أنها "تطوي فصلاً مؤلمًا وتفتح عهدًا جديدًا"، مشددًا على حل الدولتين كأساس للاستقرار.

وحضر الرئيس الفلسطيني عباس، الذي وعد بإصلاحات في السلطة الفلسطينية لدعم الحوكمة المستقبلية لغزة.

قمة السلام في شرم الشيخ
قمة السلام في شرم الشيخ

التأثيرات الفورية على الاقتصاد الإقليمي

ومع إنهاء الحرب، يتوقع أن يشهد الشرق الأوسط انتعاشًا اقتصاديًا سريعًا، حيث أعلن السيسي عن مؤتمر دولي قادم لإعادة إعمار غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة، بتمويل يصل إلى 100 مليار دولار على مدى خمس سنوات، يشمل مشاريع في البنية التحتية والطاقة المتجددة.

ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، سيعزز ذلك النمو في مصر بنسبة 2.5% إضافية في 2026، حيث تعتمد قناة السويس – التي انخفض مرورها بنسبة 40% أثناء الحرب – على الاستقرار الإقليمي لاستعادة إيراداتها البالغة 9 مليارات دولار سنويًا.

وفي قطر وتركيا، اللتين لعبتا دورًا وساطيًا، يتوقع ارتفاع الاستثمارات في الغاز الطبيعي بنسبة 15%، مع تسهيل تدفق الطاقة إلى أوروبا، أما الإمارات، فقد شيد ترامب بدورها "كشريك أساسي"، مشيرًا إلى مساهمتها في المساعدات الإنسانية (102 ألف طن من تركيا وحدها).

وهذا السلام سيفتح أبوابًا لتوسيع اتفاقيات أبراهام، مما يعزز التجارة الإقليمية بنسبة 20% بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.

استقرار الأسواق وفرص الاستثمار

وعلى الصعيد العالمي، كانت حرب غزة سببًا رئيسيًا في ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 25% في 2024، مما ساهم في تضخم عالمي بلغ 6.5%، ومع وقف الإطلاق، انخفض سعر برميل النفط إلى 70 دولارًا فورًا بعد الإعلان، وفقًا لبيانات بلومبرغ المحدثة صباح اليوم.

وهذا يعني توفيرًا للاقتصادات الغربية يقدر بـ500 مليار دولار سنويًا، خاصة في أوروبا التي تعتمد على الغاز القطري بنسبة 30%.

كما أثرت الحرب على سلاسل التوريد العالمية، مع تعطيل 10% من التجارة البحرية عبر البحر الأحمر، واليوم أعلنت شركات مثل "ميرسك" عن استئناف الرحلات الكاملة، مما يقلل تكاليف الشحن بنسبة 15% ويعزز النمو العالمي بنسبة 0.8% في 2026، حسب توقعات منظمة التجارة العالمية.

وفي الولايات المتحدة، حيث يعد ترامب رمزًا للسياسة، يتوقع أن يعزز السلام الاستثمارات في الطاقة النظيفة بالشرق الأوسط، مما يخلق 500 ألف فرصة عمل أمريكية.

وبالإضافة إلى ذلك، سيفتح السلام أسواقًا جديدة للشركات الأوروبية والآسيوية في إعادة إعمار غزة، مع تركيز على التكنولوجيا الخضراء.

و قال ماكرون في القمة إن فرنسا ستلعب "دورًا خاصًا" في الحوكمة، مشيرًا إلى استثمارات بقيمة 5 مليارات يورو في مشاريع الطاقة، أما في آسيا، فقد أعربت الصين عن دعمها لـ"مبادرة الحزام والطريق" في غزة، مما يعزز التجارة الصينية-عربية بنسبة 12%.

تم نسخ الرابط