باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية

النيل يحمل مفاجأة بمليار جنيه.. استثمارات ضخمة على النهر الخالد

نهر النيل
نهر النيل

في خطوة تعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية رائدة، دخل 19 فندقاً عائماً جديداً الخدمة على ضفاف نهر النيل باستثمارات بلغت 1.14 مليار جنيه مصري، مما يرفع الطاقة الاستيعابية للفنادق العائمة بنسبة 10% مع بداية الموسم السياحي الشتوي.

وهذا التوسع الطموح، الذي أعلن عنه الاتحاد المصري للغرف السياحية، يأتي في وقت يشهد فيه القطاع السياحي نمواً قياسياً، مع توقعات بوصول عدد السياح إلى 30 مليون بحلول 2028، حيث يعكس هذا المشروع الدعم الحكومي الشامل للاستثمارات السياحية، وسط ارتفاع الإيرادات السياحية إلى 16.7 مليار دولار في العام المالي 2024/2025، بنمو 16.3% مقارنة بالعام السابق.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض هذه التطورات الجديدة التي ستكون إضافة كبيرة للقطاع السياحي المصري.

الاستثمار في الفنادق العائمة الجديدة في مصر

ويأتي إطلاق هذه الفنادق العائمة الـ19 ضمن مبادرة حكومية واسعة النطاق لتطوير البنية التحتية السياحية، حيث بلغت التكلفة الإجمالية 1.14 مليار جنيه، وفقاً لتصريحات إيهاب عد العال، أمين عام الاتحاد المصري للغرف السياحية.

وهذه الفنادق، التي تتراوح طاقتها الاستيعابية بين 50 إلى 150 غرفة لكل وحدة، موزعة على أبرز المواقع النيلية مثل الأقصر وأسوان والقاهرة، وتتميز بتصاميم عصرية تجمع بين التراث المصري القديم والرفاهية الحديثة.

ومن أبرز المشاريع، فندق "نيل بيرل" في أسوان بطاقة 120 غرفة، و"لوكسور فلوات" في الأقصر الذي يوفر 100 غرفة مع منصات مشاهدة للمعابد الأثرية، وهذه الإضافات ليست مجرد توسع في الأرقام، بل تمثل تحولاً استراتيجياً يركز على الاستدامة البيئية، حيث اعتمدت 70% منها أنظمة طاقة شمسية ومعالجة مياه متقدمة لتقليل التأثير على النيل.

ووفقاً لبيانات الوزارة، ستوفر هذه الفنادق نحو 2,500 فرصة عمل مباشرة، مما يعزز الاقتصاد المحلي في المناطق السياحية الخلفية.

التأثير على الطاقة الاستيعابية الفندقية في مصر

ومع دخول هذه الفنادق العائمة الخدمة، ارتفعت الطاقة الاستيعابية الإجمالية للفنادق العائمة في مصر إلى أكثر من 20 ألف غرفة، بنمو 10% عن العام الماضي، وهذا التوسع جزء من خطة وطنية أوسع تهدف إلى مضاعفة الطاقة الفندقية الكلية إلى 450 ألف غرفة خلال ست سنوات، مقارنة بـ235 ألف غرفة حالياً. في الربع الأول من 2025، تم إضافة 5,500 غرفة جديدة، مع استهداف 19 ألف غرفة إضافية بنهاية العام، بما في ذلك 9 آلاف غرفة في المناطق الساحلية والنيلية.

يأتي هذا النمو مدعوماً بمبادرة تمويل حكومية بقيمة 50 مليار جنيه، حيث قدم 32 مستثمراً طلبات لاقتراض 1.8 مليار جنيه لإنشاء 20 فندقاً عائماً إضافياً.

فنادق عائم على النيل
فنادق عائم على النيل

كما ساهمت في تسهيل الإجراءات الإدارية، مثل الإعفاءات الضريبية للمشاريع التي تحقق 40% من إيراداتها بعملة أجنبية، مما جذب استثمارات أجنبية من الإمارات والسعودية، ووفقاً لتقارير البنك المركزي، بلغت الليالي السياحية 179.3 مليون ليلة في 2024/2025، بنمو ملحوظ يعزى جزئياً إلى هذه التوسعات.

الدعم الحكومي والاستثمارات السياحية في مصر

وتلعب الحكومة المصرية دوراً محورياً في هذا الانتعاش، من خلال تخصيص أكثر من مليار دولار لتمويل الشركات السياحية، بما يشمل إنشاء غرف جديدة وإحياء فنادق مغلقة.

وفي فبراير 2025، أسست شركة إماراتية "رفيرا للضيافة" باستثمارات 1.65 مليار درهم (حوالي 450 مليون دولار)، مما يعكس ثقة المستثمرين الخليجيين، وكذلك، أعلنت سبع شركات عقارية مصرية، مثل "أبو سومة للتنمية السياحية"، عن ضخ استثمارات تصل إلى 9.6 مليار جنيه في مشاريع فندقية جديدة، بهدف الوصول إلى 3,100 غرفة خلال ست سنوات.

وتشمل الخطط الحكومية أيضاً تطوير المراسي النيلية في إسنا وإدفو وكوم أمبو، لدعم حركة الفنادق العائمة حتى القاهرة. هذه الجهود ليست محصورة بالفنادق العائمة، بل تمتد إلى 13.1 مليار جنيه إيرادات مستهدفة للقابضة للسياحة والفنادق، مع مشاريع مثل تطوير فندق نفرتاري بأبو سمبل وإحياء فندق الكونتيننتال التاريخي.

ويتوقع أن يولد هذا الاستثمار 45 ألف فرصة عمل جديدة، ويحقق إيرادات ضريبية تصل إلى 4 مليار جنيه سنوياً.

الفرص في قطاع السياحة النيلية بمصر

ورغم الإنجازات، يواجه القطاع تحديات مثل الحاجة إلى تحديث المجرى النهري وتطوير المراسي، بالإضافة إلى المنافسة الإقليمية، ومع ذلك، يعد نهر النيل ميزة تنافسية فريدة، حيث يجذب السياح الأوروبيين والآسيويين بنسبة 60% من الحجوزات.

وفي 2025، سجلت الإيرادات السياحية 9.6 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى، بنمو 22%، مدعومة بقمة شرم الشيخ للسلام التي جذبت قادة عالميين.

ويشكل إطلاق هذه الفنادق العائمة الـ19 بوابة لعصر ذهبي في السياحة المصرية، حيث يتوقع الخبراء زيادة في التدفقات السياحية بنسبة 25% بحلول 2026. مع التركيز على الاستدامة والابتكار، مثل دمج الواقع الافتراضي في الجولات النيلية، ستعزز مصر مكانتها كمركز سياحي عالمي. 

تم نسخ الرابط