ارتفاع مفاجئ لسهم «الحديد والصلب» يثير الجدل بين المضاربة والتصفية

أثار الارتفاع المفاجئ لسهم الحديد والصلب المصرية (تحت التصفية) بنسبة 34% خلال أسبوع، تساؤلات واسعة في أوساط المستثمرين حول دوافع الصعود غير المبرر، وبينما يرى خبراء أن السهم تحرك بفعل المضاربة والتكهنات حول تقييم الأصول، يؤكد اقتصاديون أن غياب الشفافية والإفصاح الدوري يعزز من هذه الموجات المؤقتة التي لا تستند إلى أساس مالي حقيقي.

لا يفوتك

«الإنتاج الحربي» و«التموين» تبحثان تعزيز التعاون في التصنيع والتطوير التكنولوجي

تحركات أسهم الأفراد

قال مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن تحركات أسعار الأسهم التي يمتلكها الأفراد في السوق عادة ما تكون محكومة بالمضاربة، بخلاف أسهم المؤسسات التي تتسم بمزيد من الاستقرار والتحليل المالي المتزن.

وفي تعليقه على ارتفاع سهم الحديد والصلب بنحو 34%، أوضح نافع في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، أن هذا التباين يرجع إلى طبيعة قرارات المستثمر الفردي التي تتأثر سريعًا بالأخبار والشائعات، في حين أن المؤسسات تستند إلى رؤية استثمارية طويلة الأجل.

وأشار إلى أن بعض الشركات التي تخضع حاليًا لإجراءات التصفية تشهد أحيانًا ارتفاعات مؤقتة في أسعار أسهمها مثلما حدث مع شركة الحديد والصلب المصرية نتيجة تداول معلومات أو تسريبات عن تقييم أصولها أو تشغيل جزئي لأنشطة إنتاجية متوقفة، ما يعزز توقعات المستثمرين بارتفاع حصيلة التصفية ومن ثم زيادة قيمة السهم.

وأكد نافع أهمية الشفافية والإفصاح الدوري من جانب تلك الشركات، لتجنب تضليل المستثمرين والحد من المضاربات غير المبررة التي قد تؤدي إلى تقلبات حادة في السوق دون أسباب جوهرية.

ضعف التداولات 

قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن سهم الحديد والصلب المصرية (تحت التصفية) يُعد سهمًا مضاربيًا بنسبة 100%، موضحة أن الارتفاع الكبير الذي شهده السهم خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 34% من 27.53 جنيه إلى 36.86 جنيه، لا يرتبط بأي أخبار جوهرية أو إفصاحات رسمية من الشركة.

وأضافت رمسيس في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، أن السهم كان قد تجاوز مستوى 60 جنيهًا في فترات سابقة، قبل أن يتراجع مع ضعف التداولات وتراجع مؤشرات البورصة، مشيرة إلى أن انتقاله من قائمة التداول النشطة إلى القائمة (د) جعله يُتداول مرتين فقط في الأسبوع، وهو ما أثر على أدائه في السوق.

وأوضحت أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع السهم بين الحين والآخر هو ملف التصفية، إذ يعتمد كثير من المتعاملين على حساب نصيب السهم من أصول الشركة في حال التصفية، مثل الأراضي أو خطوط الإنتاج أو الخردة، لتقدير قيمته الافتراضية، وهو ما يجذب مضاربين جدد للسهم من وقت لآخر.

وأكدت رمسيس أن تحركات السهم الحالية توقعية وليست استثمارية، مشيرة إلى أن الدولة قد لا تضع سعر الأرض ضمن عملية التصفية، وقد تعتمد فقط على تقييم الحديد والخردة وخطوط الإنتاج، وهو ما يجعل التقديرات متباينة ويرفع من مستوى المخاطرة.

وشددت الخبيرة على أن سهم الحديد والصلب لا يستند إلى أخبار إيجابية أو نتائج مالية قوية، لافتة إلى أن تعاملات المستثمرين عليه تعتمد بالكامل على التوقعات والمضاربة قصيرة الأجل في ظل غياب محفزات حقيقية من الشركة.

غياب الأحداث الجوهرية

جدير بالذكر أنه ارتفع سهم شركة الحديد والصلب المصرية (تحت التصفية ) 34% في أسبوع من 27.53 جنيه إلى 36.86 جنيه.

ومن جانبها قالت الشركة في إفصاح للبورصة، إنه لا توجد لديها أي أحداث أو معلومات جوهرية تبرر تحرك السهم خلال الفترة من 12 أكتوبر الجاري وحتى الآن.