وليد حجاج: قطاع الاتصالات يواصل أعمال توطين التكنولوجيا وبناء كوادر رقمية متخصصة

أكد الدكتور وليد حجاج خبير أمن المعلومات، أن قطاع الاتصالات في مصر يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بعد النجاح الكبير الذي حققته الدولة في جذب استثمارات عالمية في مجال خدمات التعهيد، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على توطين التكنولوجيا، وبناء كوادر بشرية قادرة على قيادة التحول الرقمي من داخل مصر، وليس فقط تقديم خدمات للغير.
قطاع الاتصالات في مصر
وأوضح حجاج في تصريح لـ "سمارت فاينانس"، أن مصر أصبحت مركزا إقليميًا متميزا لخدمات التعهيد بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية قوية وشبكات اتصالات مستقرة، إلى جانب كوادر بشرية مؤهلة تتحدث لغات متعددة، ما جعلها وجهة مفضلة للشركات العالمية الراغبة في الاستفادة من الكفاءات المصرية في مجالات الدعم الفني وخدمة العملاء والبرمجة.
وأضاف: النجاح في التعهيد يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو تصنيع التكنولوجيا محليًا، سواء في مكونات الشبكات أو الأجهزة الذكية أو حلول الأمن السيبراني، ونحن بحاجة إلى التحول من دولة تقدم خدمات رقمية للغير إلى دولة تصدر منتجاتها وخبراتها التقنية.
وأشار الخبير التكنولوجي إلى أن الخطوة الأهم في المرحلة المقبلة هي تعزيز البحث والتطوير (R&D) داخل الشركات المحلية والعالمية العاملة في السوق المصري، مع دعم الابتكار وريادة الأعمال في مجالات الاتصالات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مضيفا: البيئة المصرية تمتلك عقولا مبدعة، لكن ما ينقصها هو التمويل المستدام، والتشريعات المحفزة على الاستثمار في التكنولوجيا المحلية.
كما دعا حجاج إلى ضرورة توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لوضع إستراتيجية وطنية جديدة لقطاع الاتصالات بعد التعهيد، تركز على نقل المعرفة التقنية من الشركاء العالميين إلى السوق المصرية.
وأشار إلى ضرورة تحفيز التصنيع المحلي للمكونات التكنولوجية، مع دعم التدريب المتخصص في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتحليل البيانات.
وذكر: إطلاق برامج احتضان للشركات الناشئة العاملة في مجال الاتصالات والتقنيات المتقدمة، معلقا: "مصر تمتلك فرصة حقيقية لتكون مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا وليس فقط للتعهيد، لكن هذا يتطلب رؤية طويلة المدى، واستثمارًا في الإنسان المصري باعتباره البنية التحتية الأهم لأي تحول رقمي حقيقي".