تباين مؤشرات البورصة.. وخبير: السوق في مرحلة تهدئة بعد مكاسب قوية

تباين أداء مؤشرات البورصة المصرية بختام تعاملات جلسة اليوم الثلاثاء، منتصف جلسات الأسبوع، إذ تراجع المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" بنسبة 0.73% ليغلق عند مستوى 37,698 نقطة، متأثرًا بضغوط هبوط أسهم قيادية على رأسها البنك التجاري الدولي-مصر (CIB)، ومجموعة طلعت مصطفى القابضة، والشرقية إيسترن كومباني، فيما ارتفع مؤشرا "إيجي إكس 70" و"إيجي إكس 100" بنسب بلغت 0.69% و0.36% على التوالي، وسجلت قيمة التداول نحو 6 مليارات جنيه، بينما فقد رأس المال السوقي ما يقرب من 2 مليار جنيه ليغلق عند 2.728 تريليون جنيه.
اتجاهات تصحيح
وقال أحمد ناشئ، محلل الأسواق المالية، إن التراجع المحدود الذي شهده المؤشر الرئيسي اليوم يأتي في إطار حركة تصحيح طبيعية بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية التي سجلتها الأسهم الكبرى خلال الجلسات الماضية، مشيرًا إلى أن السوق ما زال يتحرك في اتجاه صاعد مستقر مدعومًا بتدفقات سيولة محلية وأجنبية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، أن الضغوط على سهم البنك التجاري الدولي كانت العامل الأبرز في تراجع المؤشر الثلاثيني، نظرًا لكون السهم يمثل أكثر من ربع وزن المؤشر، موضحًا أن عمليات جني الأرباح التي تمت عليه كانت متوقعة بعد بلوغه مستويات تاريخية قرب 106 جنيهات، وهو ما انعكس على المؤشر العام دون أن يؤثر على شهية المستثمرين أو على اتجاه السوق الكلي.
وأشار ناشئ إلى أن الأسهم الصغيرة والمتوسطة واصلت تسجيل أداء إيجابي، مدعومة بعمليات شراء انتقائية من المستثمرين الأفراد الباحثين عن فرص سريعة، وهو ما ساهم في ارتفاع مؤشري "إيجي إكس 70" و"إيجي إكس 100"، موضحًا أن تلك التحركات تؤكد أن السيولة لا تزال نشطة داخل السوق وليست في حالة خروج.
وأكد أن الفترة الحالية تشهد مرحلة تهدئة وجني أرباح مؤقتة، قبل أن يستأنف السوق موجة صعود جديدة مدفوعة بنتائج أعمال الشركات القوية المنتظرة خلال الربع الأخير من العام، إلى جانب حالة الاستقرار النسبي في سعر الصرف واستمرار السياسة النقدية الحذرة للبنك المركزي.
الأسهم العقارية
وأضاف ناشئ أن الأسهم العقارية والخدمية تمثل محور جذب للمستثمرين خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد وضوح الرؤية التنظيمية لرسوم الأراضي في الساحل الشمالي، مشيرًا إلى أن تلك القطاعات قد تقود المؤشر الرئيسي نحو مستويات جديدة حال استمرار السيولة عند مستوياتها الحالية.
وتابع: "السوق المصري يتمتع حالياً بواحدة من أفضل المراحل من حيث التقييمات السعرية، فالكثير من الأسهم ما زالت تتداول دون قيمها العادلة بنسبة تتراوح بين 15 و25%، وهو ما يشكل فرصة حقيقية للمستثمرين متوسطي الأجل، خصوصاً في ظل تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي وثقة المؤسسات الأجنبية في أداء البورصة".
واختتم قائلاً إن جلسات الأسبوع الجاري ستتسم بـالتذبذب العرضي المائل للصعود، مع استمرار النشاط على بعض الأسهم القيادية مثل هيرميس، وطلعت مصطفى، وبايونيرز، وأبو قير للأسمدة، متوقعًا أن يستعيد المؤشر الرئيسي زخمه تدريجيًا نحو مستوى 38,500 نقطة على المدى القصير.