النفط يتراجع مع خطط أوبك لزيادة الإنتاج رغم العقوبات على روسيا
تراجعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الاثنين، بعدما طغت أنباء عن اعتزام منظمة أوبك زيادة إنتاجها مجدداً على التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، رغم العقوبات الأمريكية الجديدة على شركات نفط روسية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 32 سنتاً، أي ما يعادل 0.49%، لتسجل عند التسوية 65.62 دولار للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتاً أو 0.31% لتبلغ 61.31 دولار للبرميل. وكان الخامان قد تراجعا بنحو 1% في التعاملات المبكرة.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على مناقشات أوبك+ إن ثماني دول من التحالف تميل إلى زيادة إنتاجها النفطي قليلاً في ديسمبر المقبل، مع سعي السعودية إلى استعادة حصتها في السوق.
وأوضحت شركة «هايتونغ سكيورتيز» في مذكرة بحثية أن توقعات السوق شهدت تحسناً بعد فرض العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا، وتراجع حدة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، وهو ما خفف من مخاوف تخمة المعروض التي ضغطت على الأسعار في وقت سابق من أكتوبر.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الجانبين الأمريكي والصيني توصلا إلى "إطار عمل جوهري للغاية" لاتفاق تجاري خلال محادثات في كوالالمبور، ما يمهد الطريق أمام لقاء مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ هذا الأسبوع.
وأشار بيسنت إلى أن الاتفاق من شأنه تجنب فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 100% على السلع الصينية وتأجيل القيود على تصدير الصين للمعادن الأرضية النادرة.
وفي السياق ذاته، قال المحلل توني سيكامور من شركة "آي جي" إن الإطار الجديد للاتفاق التجاري ساهم في تهدئة المخاوف من قدرة روسيا على تجاوز العقوبات الأمريكية التي تستهدف شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، من خلال تقديم خصومات أكبر واستخدام ما يُعرف بـ"أساطيل الظل" لجذب المشترين.
وأضاف المحلل يانغ آن من "هايتونغ سكيورتيز" أن فعالية العقوبات ستحدد ما إذا كانت ضغوط زيادة المعروض ستعود مجدداً إلى السوق خلال الفترة المقبلة.
وعلى الرغم من التحديات، فإن السوق تلقت دعماً من ارتفاع الطلب الأمريكي على النفط بأكثر من المتوقع، إلى جانب العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قطاع الطاقة الروسي.
وفي سياق متصل، قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إن بلاده تتفاوض بشأن حصتها الإنتاجية للاستفادة بشكل أكبر من طاقتها البالغة 5.5 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن الحريق الذي اندلع في حقل الزبير لم يؤثر على صادرات النفط.
يذكر أن منظمة أوبك وحلفاءها كانوا قد بدأوا هذا العام في التراجع عن التخفيضات السابقة في الإنتاج لاستعادة حصصهم السوقية، وهو ما ساهم في الحفاظ على استقرار نسبي في الأسعار.
وفي الأسبوع الماضي، سجل خام برنت مكاسب بلغت 8.9%، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 7.7% مدعوماً بالعقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة على روسيا.

