خفض الفائدة الأمريكية يشعل حركة الذهب عالميًا وسط تهدئة التوترات التجارية
شهدت أسعار الذهب العالمية تباينًا واضحًا بين العقود الفورية والآجلة خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة وتراجع الدولار، في حين حدّ التقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من مكاسب المعدن النفيس.
ووفقًا لبيانات الأسواق، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 3953.04 دولارًا للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية لشهر ديسمبر بنسبة 0.9% لتسجل 3964.50 دولارًا للأونصة. في المقابل، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2% بعد أن لامس أعلى مستوى له في أسبوعين، مما جعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وأكد كايل رودا، المحلل في كابيتال دوت كوم، أن ارتفاع الذهب في الوقت الحالي لا يستند إلى محفزات قوية، مشيرًا إلى أن التحسن في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين قلل من تأثير التوترات الجيوسياسية التي كانت تدعم المعدن سابقًا. وأضاف أن خفض الفائدة الأمريكي الأخير مع نبرة حذرة من الفيدرالي قد يضغط على الأسعار في المدى القصير، لكنه يرى أن الاتجاه الطويل الأجل للذهب لا يزال صاعدًا.
كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد قرر خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لتتراوح بين 3.75% و4.00%، في خطوة تعد الثانية هذا العام. وأوضح رئيس الفيدرالي جيروم باول أن صانعي السياسة النقدية يواجهون صعوبة في التوصل لتوافق بشأن المسار المستقبلي للفائدة، مشيرًا إلى أن الأسواق لا يجب أن تتوقع خفضًا إضافيًا في ديسمبر.
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الصين يشمل تقليص الرسوم الجمركية واستئناف شراء بكين لفول الصويا الأمريكي، إلى جانب ضمان استمرار تصدير المعادن النادرة والتصدي لتجارة الفنتانيل غير المشروعة. جاءت تصريحات ترامب عقب لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، حيث تم الإعلان عن اختراقات تجارية جديدة مع عدد من الدول الآسيوية.
وعند تسوية تعاملات الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.44% أو ما يعادل 17.6 دولارًا لتصل إلى 4000.70 دولار للأوقية، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.
أما بالنسبة لباقي المعادن النفيسة، فقد تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.2% لتسجل 47.48 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 1595.20 دولارًا، وصعد البلاديوم بنسبة 0.9% ليسجل 1413.43 دولارًا.
وتشير التحليلات إلى أن حالة التذبذب الراهنة في الذهب قد تستمر حتى تتضح ملامح السياسة النقدية الأمريكية واتجاهات التجارة العالمية، ما يجعل متابعة تحركات الدولار وأسعار الفائدة من العوامل الحاسمة في تحديد مسار المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.
