رحلة استكشافية لـ «جنوب الوادي» في خليج السويس والبحر الأحمر استعدادًا لطرح مزايدة عالمية
في إطار المحور الأول من استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية الرامية إلى جذب استثمارات جديدة في مجالات البحث والاستكشاف البترولي، خاصة في الأحواض البكر والمناطق الواعدة، نظّمت شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول رحلة جيولوجية ميدانية شاملة إلى جنوب خليج السويس والبحر الأحمر، وذلك بالتعاون مع الجمعية المصرية لاستكشاف البترول (EPEX) وعدد من أساتذة الجامعات المصرية، بمشاركة 25 جيولوجيًا من مختلف الشركات العالمية والمصرية العاملة في قطاع البترول.
دعم علمي قبل الطرح العالمي في البحر الأحمر
تأتي هذه الرحلة الاستكشافية في إطار الاستعدادات لطرح مزايدة عالمية جديدة للتنقيب عن البترول والغاز في البحر الأحمر، حيث هدفت الزيارة إلى دراسة المكاشف والطبقات السطحية في المناطق المختارة، لفهم طبيعة النظام البترولي وعناصره الأساسية، ودعم الجهود البحثية لتحديد المناطق الأكثر ملاءمة للاستكشاف المستقبلي.
اليوم الأول: دراسة مكاشف الأوليجوسين
استهل الفريق الجيولوجي رحلته بدراسة مكاشف طبقات الأوليجوسين، التي تمثل مرحلة فارقة في تاريخ الترسيب الجيولوجي لخليج السويس.
وشهد اليوم الأول عددًا من التوقفات الميدانية على طول الطريق لفهم التتابعات الصخرية والقطاعات الرسوبية، حيث أوضحت التحاليل أن المنطقة تحتوي على رواسب نهرية فتاتية غنية، تسهم في تحديد الإمكانات البترولية المبكرة لتتابعات الترسيب في الحوض.
اليوم الثاني: جبل أبو شعر وجبل الزيت
في اليوم الثاني، انتقل الفريق إلى منطقة جبل أبو شعر، التي تضم أحد أبرز المكاشف الكربوناتية في العالم، وتُعد نموذجًا فريدًا لتتابعات الكربونات البحرية القديمة ضمن المنصات الكربوناتية الملائمة لتجمعات البترول.
كما تمت دراسة القطاعات الحاوية لشعاب مرجانية محفوظة تعود للعصرين الرباعي والحديث، قبل التوجه إلى جبل الزيت على الساحل الغربي لخليج السويس، لدراسة تتابعات ما قبل وأثناء التصدع القاري وفهم التطور الجيولوجي المبكر لحوضي البحر الأحمر وخليج السويس.
وشملت الزيارة أيضًا موقع النشع البترولي الطبيعي بجبل الزيت، الذي يُعد من أندر الظواهر الجيولوجية عالميًا، حيث يظهر الزيت الخام متسربًا إلى السطح مباشرةً من الصخور الحاملة عبر الصدوع.
ويُذكر أن بداية اكتشاف البترول في خليج السويس تاريخيًا جاءت من ملاحظة هذه الظاهرة الطبيعية، التي كانت البوابة الأولى لانطلاق أعمال الاستكشاف البترولي في مصر.
اليوم الثالث والرابع: من القصير إلى سفاجا
واصل الفريق جولاته الميدانية خلال اليوم الثالث على طريق القصير – قفط، متوقفًا عند جبل ضوي لدراسة المكاشف الممثلة للعصور ما قبل وما بعد تصدع البحر الأحمر.
وركزت الدراسة على تحليل عناصر النظام البترولي وتقييم الخزانات الحاملة المحتملة، بما يدعم الرؤية العلمية لتطوير استراتيجيات الاستكشاف المستقبلية في البحر الأحمر.
وفي اليوم الرابع والأخير، اختتمت الرحلة بدراسة المكاشف الجيولوجية على طريق سفاجا – القصير، حيث تم توثيق الملاحظات الميدانية حول التغيرات الصخرية والرسوبية التي تعكس التطور الجيولوجي للساحل الغربي للبحر الأحمر، إضافةً إلى دراسة التراكيب الجيولوجية في منطقة وادي جاسوس.
تعاون مؤسسي واسع
وجرت هذه الرحلة الميدانية بالتنسيق مع شركات بتروجلف، وأوسوكو، وسوكو العاملة بخليج السويس، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات البحثية والأكاديمية وشركات البترول، بما يسهم في رفع كفاءة أعمال الاستكشاف، وتحقيق أهداف وزارة البترول في تعظيم العائد الاقتصادي من الثروات البترولية في البحر الأحمر وخليج السويس.
