الوزير: «مصنع ماك» سينتج 50 ألف سيارة صديقة للبيئة على مساحة 55 ألف متر مربع
في خطوة جديدة تعكس توجه الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي ودعم التحول الأخضر، وضع الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، حجر الأساس لمصنع “ماك” لتصنيع وسائل النقل التابع لمجموعة المنصور للسيارات بمدينة السادس من أكتوبر، وذلك بحضور المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، وعدد من قيادات مجموعة المنصور، برئاسة السير محمد منصور رئيس المجموعة، والسيد أنكوش أرورا الرئيس التنفيذي لشركة ماك.
مشروع استراتيجي لقيادة التحول الصناعي الأخضر
وخلال كلمته، أكد الوزير أن مصنع ماك يمثل نموذجًا متطورًا للتكامل بين الدولة والقطاع الخاص في تنفيذ استراتيجية التصنيع الوطني، موضحًا أن الدولة وفرت الإطار التشريعي والمناطق الصناعية المؤهلة، بينما يسهم القطاع الخاص بالخبرة ورأس المال والتكنولوجيا الحديثة لتحقيق أهداف التنمية الصناعية.
وأضاف الوزير أن المصنع الجديد يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تشهد صناعة السيارات المصرية انطلاقة غير مسبوقة بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوطين الصناعات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن المشروع يقام باستثمارات تتجاوز 150 مليون دولار، ويستهدف في مرحلته الأولى إنتاج 50 ألف سيارة صديقة للبيئة سنويًا، وتوفير ما بين 6 إلى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
استراتيجية وطنية لصناعة السيارات
وأوضح الوزير أن استراتيجية الدولة للنهوض بصناعة السيارات تقوم على إقامة صناعة حقيقية متكاملة تبدأ من تصنيع المكونات وحتى تجميع السيارات الكهربائية والهجينة، بما يواكب التحولات العالمية نحو النقل الأخضر والمستدام.
وأشار إلى أن البرنامج الوطني لتنمية صناعة السيارات يستهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى 100 ألف سيارة سنويًا لكل شركة و7 آلاف سيارة كهربائية بحلول عام 2032، مع رفع نسبة المكون المحلي إلى أكثر من 35% وزيادة القيمة المضافة المحلية إلى 60%.
وأكد أن الدولة أطلقت منظومة حوافز شاملة تربط بين الأداء الصناعي والبيئي والاستثماري، وتشجع على زيادة الإنتاج وتوطين التكنولوجيا، مشددًا على أن مصنع ماك سيكون أول مخرجات استراتيجية صناعة السيارات الجديدة في مصر.
موقع استراتيجي وخطط طموحة للتوسع
وأشار الوزير إلى أن المصنع، المقام على مساحة 55 ألف متر مربع، يتمتع بموقع جغرافي متميز يربط بين المنطقة الصناعية بأكتوبر والطريق الدائري الإقليمي وطريق الفيوم والواحات، ما يجعله نواة لإنشاء مدينة متكاملة لصناعة السيارات والصناعات المغذية في المستقبل.
وأوضح أن وزارتي الصناعة والنقل تعملان من خلال محورين أساسيين لتحقيق هذه الرؤية:
تهيئة البيئة التشريعية عبر قانون المجلس الأعلى لصناعة السيارات وصندوق تمويل صناعة السيارات صديقة البيئة.
تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص العالمي لجذب الشركات الرائدة لتصنيع المكونات وتوطين التكنولوجيا الحديثة وبناء قدرات الشباب المصري.
صناعة المستقبل: نحو جمهورية صناعية جديدة
وأكد الوزير أن ما يتحقق في قطاع الصناعة هو ثمرة عمل جماعي وتكامل مؤسسي بين أجهزة الدولة والمستثمرين، مشيرًا إلى أن مصر تسير بثبات نحو التحول إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات في إفريقيا والشرق الأوسط بفضل موقعها الاستراتيجي وشبكة الطرق والموانئ الحديثة.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الحكومة ستظل داعمة لكل استثمار جاد يسهم في بناء قاعدة صناعية وطنية مستدامة، موضحًا أن وضع حجر الأساس لمصنع ماك يمثل بداية لمسار صناعي جديد يعزز مكانة مصر كوجهة إقليمية لصناعة السيارات والتكنولوجيا النظيفة.
محافظ الجيزة: المشروع يدعم الصناعة الوطنية
من جانبه، أكد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة أن المشروع يتماشى مع رؤية الدولة للتوسع في الصناعات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل على توفير المناخ الداعم للاستثمار الصناعي وتذليل العقبات أمام المستثمرين، بما يعزز دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوطين الصناعة الوطنية.
