البنية التحتية.. كيف يحدث قطاع الاتصالات صناعة التعهيد في مصر ؟
تشهد صناعة التعهيد في مصر طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بجهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية الرقمية، وجذب الاستثمارات العالمية في مجالات الخدمات العابرة للحدود، ويعتبر قطاع الاتصالات حجر الأساس في هذه النهضة، حيث أسهم بشكل مباشر في تحويل مصر إلى واحدة من أبرز الوجهات الإقليمية والعالمية في مجال خدمات التعهيد وتكنولوجيا المعلومات.
صناعة التعهيد في مصر
تتبنى الدولة المصرية منذ عام 2018 خطة متكاملة للتحول الرقمي، تقوم على توسيع شبكات الإنترنت وزيادة سرعاتها وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والشركات.
وقد أدى هذا التطوير إلى رفع كفاءة بيئة الأعمال في مراكز الاتصالات وخدمات العملاء، مما مكّن شركات التعهيد من تقديم خدماتها باحترافية لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وبحسب تقرير وزارة الاتصالات، ارتفعت سرعة الإنترنت الثابت في مصر بنسبة تجاوزت 400% خلال خمس سنوات، وهو ما ساهم في جذب شركات عالمية كبرى لتوسيع مراكز خدماتها في السوق المصرية.
تحتل مصر اليوم مكانة متقدمة ضمن قائمة الدول الأكثر جذبًا لصناعة التعهيد، بفضل توافر الكفاءات البشرية المدربة وإجادة اللغات الأجنبية وتكلفة التشغيل التنافسية.
وتشير بيانات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) إلى أن قطاع التعهيد المصري يحقق عائدات سنوية تتجاوز 4.7 مليار دولار، مع توقعات بمضاعفتها خلال السنوات المقبلة مع استمرار التوسع في المدن التكنولوجية الجديدة مثل مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة برج العرب التكنولوجية.
من جانبه، أكد محمود فرج، خبير أمن المعلومات، أن تطور البنية التحتية للاتصالات في مصر لعب دورًا محوريًا في دعم صناعة التعهيد، مشيرًا إلى أن استقرار الشبكات وارتفاع مستويات الحماية السيبرانية باتا عنصرين أساسيين في جذب الشركات العالمية للعمل من السوق المصرية.
وقال فرج في تصريح خاص لـ سمارت فاينانس: "مصر أصبحت تمتلك منظومة اتصالات قادرة على تلبية متطلبات شركات التعهيد متعددة الجنسيات، سواء من حيث سرعة الاتصال أو تأمين البيانات الحساسة، وهذا التطور لم يكن ممكنًا لولا الاستثمارات الضخمة التي ضُخت في شبكات الألياف الضوئية ومراكز البيانات المحلية".
وكشف أن القطاع تشهد السنوات القادمة توسعًا أكبر في الخدمات الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، بما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لتقديم حلول تكنولوجية متكاملة.
وأجمع المختصون على أن استمرار تطوير قطاع الاتصالات والبنية التحتية المعلوماتية سيبقى العامل الحاسم في نمو صناعة التعهيد وتنافسية الاقتصاد المصري في سوق العمل العالمية.

