كوريا الجنوبية تكشف عن خطة طموحة لخفض الانبعاثات بنسبة 60% بحلول 2035
في خطوة جديدة على صعيد جهود مكافحة تغيّر المناخ، كشفت الحكومة الكورية الجنوبية اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025، عن مقترحها الوطني لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 50% و60% بحلول عام 2035، مقارنة بمستويات الانبعاثات المسجلة في عام 2018. تأتي هذه الخطوة ضمن التزامات سول بموجب اتفاقيات المناخ الدولية، بما فيها اتفاق باريس للمناخ، وحرصها على تعزيز دورها في التصدي للتحديات البيئية العالمية.
تفاصيل المقترح الجديد
وقالت وزارة المناخ والطاقة والبيئة، وفق وكالة يونهاب للأنباء، إن المقترح قدم خلال جلسة استماع عامة، ويتضمن خيارين أساسيين ضمن المساهمة المحددة وطنياً:
الخيار الأول: خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 50% و60% بحلول 2035.
الخيار الثاني: خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 53% و60%، ويعد الأكثر طموحاً.
ومن المقرر أن يتم اعتماد أحد هذين الخيارين رسمياً خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، قبل تقديمه للأمم المتحدة كجزء من المساهمات الوطنية لكوريا الجنوبية في جهود مكافحة تغير المناخ.
أرقام الانبعاثات الحالية والمستهدفة
بلغت الانبعاثات الوطنية في كوريا الجنوبية نحو 742.3 مليون طن في عام 2018، بينما سجلت 691.6 مليون طن في العام الماضي، ما يشير إلى أن البلاد تحتاج إلى تقليص الانبعاثات إلى حوالي 371 مليون طن لتحقيق أهداف خطة 2035. ويعكس هذا الانخفاض الطموح التزام سول بالمساهمة الفعلية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتقليل الأثر البيئي للصناعات الكبرى والنقل والطاقة.
استراتيجيات التنفيذ
تشمل خطة كوريا الجنوبية توسيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب تطوير شبكة كهرباء وطنية من الجيل التالي. كما تهدف الحكومة إلى تقديم حوافز للشركات لتقليل الانبعاثات الصناعية، وتشجيع استخدام المركبات الكهربائية والهيدروجينية، وتوسيع البنية التحتية للنقل العام، بما يعزز من قدرة البلاد على التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق استمرار سول في تحديث سياساتها البيئية، بعد أن قدمت في عام 2021 خطة مساهمة وطنية محددة لعام 2030، تضمنت التزاماً بخفض الانبعاثات بنسبة 40% مقارنة بمستويات 2018، تماشياً مع اتفاق باريس للمناخ.
أهمية الخطة وتأثيرها المستقبلي
يشير خبراء المناخ والطاقة إلى أن خطة كوريا الجنوبية الجديدة تمثل نموذجاً طموحاً يمكن أن يلهم الدول الصناعية الأخرى لتبني سياسات مشابهة للحد من الانبعاثات الكربونية، مع التركيز على الدمج بين الابتكار التكنولوجي والتحول إلى الطاقة النظيفة. ويعد الالتزام بخفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 60% خطوة غير مسبوقة لاقتصاد كبير يعتمد على الصناعة والطاقة التقليدية، مما يعكس جدية الدولة في مواجهة التحديات المناخية.
وستساهم هذه الخطة في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز الاستدامة البيئية، وهو ما يمكن أن يؤثر إيجابياً على الصحة العامة والاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تحسين مكانة كوريا الجنوبية على الساحة الدولية كدولة رائدة في مجال حماية البيئة.
تؤكد هذه المبادرة الكورية على الحاجة الملحة للتحرك الجاد على المستوى العالمي للحد من تغير المناخ، وتضع سول على مسار طموح لتحقيق تحول بيئي شامل بحلول منتصف القرن، مع التأكيد على أن النجاح يعتمد على التنفيذ الفعلي للسياسات البيئية والتزام جميع القطاعات الصناعية والحكومية بالمعايير المستدامة.

