30 % زيادة في الحجم.. و0% ثقة.. والمستهلكون يردون: مستمرون في مقاطعة شيبسي
رغم الجدل الذي لم يهدأ منذ أشهر حول جودة منتجاتها وارتباطها بمواقف مثيرة للغضب الشعبي، عادت شركة "شيبسي" إلى الواجهة مجددًا بخطوة وُصفت بأنها "استرضاء متأخر" للمستهلكين، بعدما أعلنت رسميًا عن زيادة حجم عبواتها بنسبة 30% على جميع الأصناف دون أي تعديل في الأسعار.
لكن بدلًا من أن تستقبل الأسواق الخطوة بالترحيب، فجّرت موجة جديدة من الانتقادات، إذ رأى كثيرون أنها محاولة سطحية للتجميل لا تمس جوهر الأزمة التي تواجهها الشركة منذ بداية المقاطعة الشعبية عقب الأحداث الأخيرة في فلسطين.
محاولة إنقاذ أم استغلال جديد؟
يقول مراقبون إن إعلان شيبسي عن الزيادة في الكمية لم يأتِ بدافع تحسين تجربة المستهلك، بل كمحاولة لوقف النزيف في المبيعات وتعويض الخسائر الواضحة التي لحقت بها خلال الأسابيع الماضية، بعد أن تراجع الإقبال على منتجاتها في المتاجر والسلاسل الكبرى، في مقابل صعود واضح للمنتجات المحلية المنافسة.
ويؤكد الخبراء أن الشركة تحاول "اختبار" نبض السوق لمعرفة مدى استمرار المقاطعة، فزيادة الحجم تبدو كإشارة تسويقية لعودة الكرم المفاجئ، لكنها لا تعالج الأسباب العميقة لفقدان الثقة، سواء في جودة المنتج أو في احترام المستهلك المصري.
سمعة تراجعت وجودة مشكوك فيها
لطالما واجهت منتجات "شيبسي" اتهامات بعدم الجودة واحتوائها على نسب عالية من الزيوت والمواد الحافظة، وهو ما جعل شريحة من المستهلكين تعتبرها منتجات غير صحية ورديئة لا تليق بمستوى الأسعار التي تُطرح بها.
ومع مرور الوقت، تحول الانطباع العام لدى الجمهور إلى أن الشركة لا تُقدم قيمة حقيقية مقابل السعر، بل تستغل ولاء المستهلكين لتقليل الوزن تدريجيًا دون مبرر، وعندما جاءت المقاطعة، بدت هذه الممارسات القديمة كأنها انفجرت دفعة واحدة في وجه العلامة التجارية، لتفقد الشركة جزءًا كبيرًا من صورتها الإيجابية في السوق.
“زيادة الكيس مش كفاية”
على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تمر خطوة زيادة الـ30% مرور الكرام؛ بل أشعلت موجة من التعليقات الساخرة.
كتب أحد المستخدمين: "زودوا الكمية بس نفس الطعم الصناعي الرديء.. المشكلة مش في الكيس يا شيبسي، المشكلة في الثقة."
فيما قالت أخرى: "كنا زمان بنشتريها من حبنا فيها، دلوقتي حتى لو ببلاش مش هناكلها."
وتكشف هذه الموجة من الردود أن المستهلكين لم يعودوا يقيسون القيمة بعدد الجرامات، بل بمدى احترام الشركات لعقولهم وخياراتهم الأخلاقية، خصوصًا في ظل تزايد الوعي الشعبي بأهمية دعم المنتجات الوطنية.
سوق أكثر وعيًا وشركات مرتبكة
يشير محللون إلى أن خطوة شيبسي جاءت في توقيت بالغ الحساسية، إذ إن السوق المصرية تشهد تحولًا في سلوك المستهلك، بعد أن اكتشف كثيرون قوة تأثيرهم عبر المقاطعة، وبدأوا بالفعل في تجربة بدائل محلية أقل سعرًا وأعلى جودة.
وهذا ما جعل أي محاولة للعودة إلى السوق عبر "التلاعب بالحجم أو السعر" تبدو مكشوفة وساذجة أمام جمهور أصبح أكثر وعيًا بما يشتريه وبمن يدعمه.
أزمة ثقة لا تُحل بالأوزان
ورغم أن شيبسي تروج لقرارها الأخير على أنه "كرم من الشركة تجاه عملائها"، إلا أن غالبية الخبراء يرون أن المسألة لم تعد تتعلق بالكمية، بل بالثقة المفقودة، والتي تحتاج إلى وقت طويل وخطوات ملموسة لاستعادتها، مثل تحسين جودة المكونات، وتغيير السياسات التسويقية التي اعتاد المستهلكون وصفها بـ"الاستغلالية".
ويؤكد الخبراء أن الحملات الدعائية وحدها لن تُعيد الزبائن ما لم يشعروا بصدق التغيير، فـ30% زيادة في الحجم لا يمكن أن تغطي "صفر الثقة" الذي تحمله العلامة الآن في ذهن الجمهور.

