توقعات بارتفاع حجم التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا إلى 11 مليار دولار
شهدت القاهرة انعقاد المنتدى الاقتصادي بين مصر ومقاطعة سفيردلوفسك الروسية تحت عنوان "آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي"، بتنظيم من حكومة مقاطعة سفيردولفسك ومجلس الأعمال الروسي المصري، وبمشاركة واسعة من رجال الأعمال المصريين والروس، وممثلي حكومة مقاطعة سفيردلوفسك.
وخلال كلمته، رحب تيفانيان أليكسي روبرتوفيتش، الممثل التجاري لروسيا الاتحادية لدى مصر، بالحضور، مؤكداً أن مقاطعة سفيردولفسك تعد واحدة من أكبر المراكز الصناعية والعلمية في روسيا، وتضم الآلاف من المتخصصين واليد العاملة في الصناعات المختلفة.
وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي بين روسيا وعدد من الدول العربية يحظى بدعم الحكومة الروسية، وأن الفرص الاستثمارية بين مصر وروسيا باتت مهيأة لتعزيز التعاون، وبلغ حجم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين نحو 9.4 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز 11 مليار دولار بنهاية العام الجاري.
وأكد الممثل التجاري الروسي أن مصر تعد من أهم الشركاء الاستراتيجيين لروسيا، وأن اللقاء الذي جمع الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين عام 2019 ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.
وأضاف أن انضمام مصر لمجموعة "البريكس" يسهم في توسيع مجالات التعاون بين البلدين، وأن الجانب الروسي حريص على دعم مشروعات جديدة تسهم في نمو الاقتصاد المصري، مثل إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، وتعزيز التعاون في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلا عن التقدم المحقق في محطة الضبعة النووية التي تجاوز العمل فيها الجدول الزمني المحدد. وأشار إلى أن روسيا تعد المورد الأول للحبوب إلى مصر، وأن السياحة الروسية إلى مصر بلغت نحو 1.5 مليون سائح العام الماضي.
من جانبه، أكد أليكسي فلاديميروفيتش كوزنيتسوف، نائب حاكم مقاطعة سفيردلوفسك، أن حجم التعاون بين المقاطعة والدول الأفريقية بلغ نحو 900 مليون دولار، نصيب مصر منها نحو نصف هذا المبلغ. وأوضح أن العلاقات مع مصر تاريخية منذ المساهمة في بناء السد العالي، وتمتد إلى مشاريع مثل محطة الضبعة النووية، إلى جانب العديد من المشروعات الأخرى، مؤكداً وجود فرص استثمارية واعدة للمستثمرين.
وفي هذا السياق، أكدت نينا زيخوريفا، سفيرة مركز دعم الصادرات الروسي بموسكو ومدير تطوير مجلس الأعمال المصري الروسي، أن المنتدى الاقتصادي يمثل خطوة عملية نحو بناء شراكات صناعية واستثمارية طويلة المدى بين البلدين، موضحة أن المرحلة المقبلة ستشهد الانتقال من مرحلة النقاش إلى التنفيذ الفعلي للمشروعات المشتركة. وشددت على أن مصر أصبحت محوراً مهماً في استراتيجية روسيا للتواجد بالأسواق الإقليمية، وأن مركز الدعم الصادرات يعمل على توسيع قنوات التعاون وتعزيز التواصل المباشر بين الشركات بما يخدم تطلعات الطرفين.
فيما أشار أحمد طه برعي، ممثل جمعية المصدرين المصريين، إلى أن المنتدى يمثل فرصة لتعزيز الشراكات بين الشركات المصرية والروسية، لافتاً إلى أن الجمعية تأسست عام 1997 بهدف تطوير الصادرات المصرية رغم التحديات السابقة، كما كشف عن خطة لتأسيس أكاديمية للتصدير بالتعاون مع البنك العربي الأفريقي لتدريب 150 متدرباً في مرحلتها الأولى، معظمهم من الدول الأفريقية، مؤكداً أن مصر وروسيا تمتلكان القدرة على العمل المشترك في مجالات التصنيع والتصدير.
كما أكد ألكسندرين أوليج سيرجيفيتش، نائب وزير العلاقات الدولية والعلاقات الاقتصادية الخارجية لمنطقة سفيردلوفسك، أن العلاقات بين المقاطعة ومصر ممتدة تاريخياً، حيث ساهمت الشركات الروسية بسفيردلوفسك في تصنيع المعدات الخاصة ببناء السد العالي، كما يوجد خط طيران مباشر بين البلدين، فضلاً عن استقبال مدينة يكاتيرينبورج أبرز مدن المقاطعة للمنتخب المصري خلال كأس العالم 2018، مع وجود نحو 400 طالب مصري يدرسون حالياً في جامعات سفيردولفسك. وأوضح أن المقاطعة تمتلك ناتجاً محلياً يقارب 50 مليار دولار، وأن أهم القطاعات الاقتصادية فيها تشمل التعدين، الصناعة والطاقة، مع تنظيم معرض صناعي سنوي بمشاركة مصرية فعالة، ووصول صادرات المقاطعة العام الماضي إلى 7 مليارات دولار.
وفي إطار تعزيز الشراكات الاستثمارية، أكدت أنستازيا يوروينوفا، مديرة المشاريع في إدارة جذب الاستثمار بالمقاطعة، أن سفيردلوفسك تُعد من أكبر الأقاليم الصناعية الرائدة في روسيا، وتمتلك بنية تحتية متطورة على مساحة 200 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة. وأوضحت أن أحد أبرز المشروعات الاستراتيجية هو مركز دعم الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية المستوردة الذي يخدم نحو 20 مليون مستهلك.
وفي هذا السياق، أكدت نينا زيخوريفا، سفيرة مركز دعم الصادرات الروسي بموسكو ومدير تطوير مجلس الأعمال المصري الروسي، أن المنتدى الاقتصادي يمثل خطوة عملية نحو بناء شراكات صناعية واستثمارية طويلة المدى بين البلدين، موضحة أن المرحلة المقبلة ستشهد الانتقال من مرحلة النقاش إلى التنفيذ الفعلي للمشروعات المشتركة. وشددت على أن مصر أصبحت محوراً مهماً في استراتيجية روسيا للتواجد بالأسواق الإقليمية، وأن مركز الدعم الصادرات يعمل على توسيع قنوات التعاون وتعزيز التواصل المباشر بين الشركات بما يخدم تطلعات الطرفين.
كما أكد جلال الغر، نائب رئيس لجنة الاستثمار بغرفة صناعة القاهرة، أن مصر تعد قلب العالم التجاري والصناعي، مع شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية تتيح التصدير بصفر جمارك، بما يمكن أي شركة روسية تستثمر في مصر من التصدير إلى أفريقيا وآسيا والعالم العربي بسهولة.
وأضاف أن المكتب التجاري الروسي في مصر يوفر للمستثمرين معلومات حقيقية وواقعية حول فرص الاستثمار، مع تعاون فعّال مع مركز الصادرات الروسي لتنسيق جذب الشركات الروسية إلى السوق المصري، مشيداً بدور هيئة الاستثمار المصرية في فتح مجالات أوسع أمام المستثمرين، إلى جانب استعداد الشركات المصرية المتخصصة للشراكة مع الجانب الروسي.
ويأتي المنتدى في إطار جهود تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين مصر وروسيا، وفتح آفاق جديدة للشراكات الصناعية والتكنولوجية بما يخدم الاقتصادين المصري والروسي.

