لماذا تنخفض أسعار الحديد في مصر؟.. عوامل عالمية ومحلية تضغط على السوق
تشهد سوق حديد التسليح في مصر موجة تراجعات متسارعة خلال الأسابيع الأخيرة، في انعكاس مباشر لهبوط أسعار الخامات عالميًا وتراجع تكلفة الخردة محليًا، ما أعاد تسعير المنتج في المصانع الكبرى ودفع بأسعار البيع نحو مستويات أدنى.
وبحسب مصدر مسؤول في إحدى شركات إنتاج الحديد، فإن السوق يمر بمرحلة إعادة تموضع سعري مدفوعة بعوامل إنتاجية واضحة وليست مجرد حرب أسعار بين الشركات.
وأوضح المصدر أن الخردة المحلية، التي تُعد أساسًا لجزء كبير من إنتاج الحديد المصري، سجلت هبوطًا لافتًا خلال الفترة الماضية، إذ تراجعت إلى 18 – 19 ألف جنيه للطن بعد أن كانت تتجاوز 23 ألف جنيه قبل أشهر قليلة، وهذا الانخفاض قلّص التكلفة التشغيلية لدى المصانع، وفتح الباب أمام موجة تخفيضات في أسعار البيع للمستهلكين.
على المستوى العالمي، تعززت موجة التراجع مع انخفاض أسعار خردة الحديد إلى 356 دولارًا للطن في المتوسط خلال الأسبوع الثالث من نوفمبر، مقابل 422 دولارًا مطلع عام 2024، بتراجع يتجاوز 15%.
كما انخفضت أسعار مكورات الحديد “تركيز 62%” إلى 104 دولارات للطن مقارنة بـ128 دولارًا في بداية العام، وهو ما يمثل هبوطًا بنحو 18% ويؤثر بشكل مباشر على تكلفة مستلزمات الإنتاج.
ولم يتوقف النزول عند هذا الحد، إذ هبطت أسعار خام البليت – المكوّن الرئيس في صناعة حديد التسليح – إلى 430 دولارًا للطن للخام الروسي و445 دولارًا للطن التركي، مقارنة بـ 520 و550 دولارًا على الترتيب مطلع العام الماضي، بانخفاض تخطى 19%.
ومع تراجع معظم مدخلات الإنتاج بهذا الحجم، لم يعد ممكنًا للمصانع الإبقاء على أسعار البيع السابقة، ما أدى إلى إطلاق موجة خفض تدريجية في أسعار حديد التسليح داخل السوق المحلية.
ويجمع خبراء الصناعة على أن هذه التراجعات ليست مؤقتة بالكامل، بل تعكس دورة هبوط في أسعار المواد الخام عالميًا، لكنها تظل مرهونة بمستوى الطلب المحلي وتكلفة الشحن العالمية وتقلبات الأسواق الدولية خلال الفترة المقبلة.

