وزير الصناعة يقود «معركة التوطين».. اجتماع حاسم مع 23 مصنعًا لإطلاق عصر الصناعة المحلية في المركبات
في خطوة تُعد من الأكثر جدية ووضوحًا على طريق توطين الصناعات الثقيلة في مصر، عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اجتماعًا موسعًا مع ممثلي 23 شركة من مصانع الأتوبيسات والمركبات ومكوناتها، في لقاء هدفه الأساسي بناء خريطة صناعية دقيقة تعيد تشكيل مستقبل صناعة السيارات في مصر.
وشدد الوزير خلال الاجتماع على أن اللقاء يأتي تنفيذًا مباشرًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تعميق التصنيع المحليوزيادة القيمة المضافة، مؤكدًا أن الوزارة تعمل الآن على إعداد قاعدة بيانات شاملة لرصد إمكانيات المصانع المحلية وقدراتها الإنتاجيةالفعلية، بما يضمن الاستغلال الأمثل لهذه القدرات وتوجيهها نحو مكونات تُستورد رغم توفر القدرة على تصنيعها محليًا.
وتناول الوزير خلال اللقاء تفاصيل البرنامج الوطني لتوطين صناعة السيارات، موضحًا أنه يقوم على محورين رئيسيين: أولهما الاستدامة،بما يشمل استدامة التشريعات والبيئة الاستثمارية والقوانين المنظمة للقطاع، وثانيهما التوطين الكامل للمكونات المحلية بما يقلل الاعتمادعلى الخارج ويعزز سلاسل التوريد داخل البلاد. ولفت إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز قنوات التواصل بين المصنعين، مشيرًا إلى الدور المهمللمعارض الدورية التي تستهدف عرض مستلزمات الإنتاج والقطع المطلوب تصنيعها داخل مصر.
وخلال النقاش، عرض الوزير قائمة واسعة من المكونات التي تستهدف الدولة توطينها، من بينها الصلب المستخدم في الهياكل والصاجالمُجلفن والزجاج والمطاط والمسامير وأدوات الربط والتابلوهات ووحدات التكييف، إضافة إلى رفع نسب الإنتاج المحلي من البطاريات الليثيومالمستخدمة في السيارات الكهربائية. وأكد أن إعداد القائمة جاء بعد تقييم شامل لقدرات المصانع عبر قاعدة البيانات الجديدة التي تعملالوزارة على تحديثها.
كما استعرض ممثلو الشركات قدراتهم الحالية وخططهم التوسعية، وطالبوا بمعالجة التشوهات الجمركية في بعض المواد الخام، وتوحيدالمواصفات الفنية لمكونات السيارات لزيادة قدرتهم على الإنتاج بكفاءة أكبر. وأشاد المصنعون في المقابل بالجهود الحكومية التي تقدم دعمًافنيًا وتشريعيًا وماليًا للمصانع، وبخاصة التنسيق المستمر بين وزارتي الصناعة والنقل.
وأكد الفريق كامل الوزير أن المصانع المحلية حققت تقدمًا كبيرًا في عدد من الملفات الحيوية، أبرزها الاقتراب من توطين صناعة زجاجالسيارات بمواصفاته وسماكاته وتقنياته المختلفة، فضلًا عن إحراز تطور واضح في تصنيع المسامير والبرشام والفرش الداخلي والصاجالجانبي الخارجي والأجزاء الخارجية للمركبات، مشيرًا إلى أن هذا التقدم يؤكد قدرة المصانع المصرية على تقديم منتج محلي عالي الجودةيضع مصر خطوة حقيقية نحو صناعة سيارات وطنية متكاملة.
